للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العبرة عندنا برؤية مكة، فلازم في ذلك لأجل مذهبه فقال له القاضي الشافعي: الرؤية ليس فيها خلاف، وانفضّ المجلس على ذلك وركب الشريفان (١) إلى محلهما، والقاضي الشافعي إلى منزله لوجعه ودخل نائب جدة الرومي المسجد الحرام وهو لابس خلعته فخلعها في أثناء الطريق لزهده فيها وتوجّه الفقهاء للسلام على القاضي الشافعي في منزله لتهنئته بالخلعة على العادة.

وفي صبح يوم الأربعاء ثاني تاريخه وصل جماعة، على ما يقال، سبق من الحاج الشامي، ففرح الناس بهم وسُرّوا بقدومهم وألْبِست الكعبة الشريفة ثوبها الجديد على الثوب العتيق قبل وقت لُبْسها المعتاد، وذلك بإشارة شيخ السدنة وفاتحها الجديد الشيخ عفيف الدين عبد الله ابن الشيخ عمر الشيبي، وقال كانت هذه عادتها القديمة من زمن والده، فخاض الناس في ذلك وماطوا.

وفي يوم تاريخه طلع سعر الحب بزيادة نصف محلق وكذا اللحم والماء، فبيعت الربعية الحب المصرية بمحلقين ونصف والنخلية (٢) بثلاثة والرطل اللحم (٣) بمحلقين ونصف والراوية الماء بأربعة محلقة والسمن بثمانية محلقة بزيادة محلق.

وفي ظهر تاريخه … (٤) أن بعض الأروام جاء بِسُلّمٍ إلى قبة مقام الحنفية وأمر المكبرين لإمامهم بالطلوع عليه والتكبير للصلاة فوقه (٥)، فأنكر ذلك الشيخ المعتقد نور الدين علي ابن شيخ الشيوخ العارف بالله سيدي محمد بن عراق - نفع الله به وبابنه - وكان في المسجد فوقع بينه وبين بعض الأروام كلام فتركه وتوجّه إلى


(١) بالأصل: الشريفين.
(٢) النخلية هي ما نُخل من الحب بعد رحيه.
(٣) كلمتان تكررتا بالأصل.
(٤) كلمة سقطت من الأصل.
(٥) بالأصل: فوق.