للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والده (١) في منزله وأخبره بذلك، فأرسل والده إلى الخواجا شرف الدين الحلبي شاه بندر جدة يقول له: هذه بدعة و كذا صلاتهم في الحجر، وتضرر الطائفون بذلك، وأمره بالتوجه إلى أمير الحاج وإخباره بذلك، فتوجّه إلى الأمير وأخبره بقول الشيخ، فأرسل الأمير نائب جدة الرومي وقال له ذلك، فأمر أئمة الحنفية بالصلاة في مقامهم فقال بعض الأروام: يتأخر الأروام بتأخر الشافعية كذلك (٢)، فتأخر كل من الشافعية والحنفية في صلاة العصر إلى مقاماتهم، فحصل بذلك النفع للطائفين وسكّنت المتعصبين، فالله تعالى يصلح المفسدين، ويزيل بدع المفسدين.

وفي يوم الخميس ثالث الشهر فُرّقت الذخيرة الشريفة على أربابها في المدرسة الأشرفية سكن أمير الحاج المصري، وكان قبضها هنيا، كل أشرفي بأربعة وعشرين محلقا ويأخذ الخازندار نصف محلق كل أشرفي، واستمر قبضها نحو ثلاثة أيام.

وفي ليلة الجمعة ثاني تاريخه وصل إلى مكة أول الحاج الشامي واستمروا ينجَرّون ليلتهم ويومهم مع كثرتهم، ونزل غالبهم وبعضهم دخل البلد وتحرك البيع والشراء في البهار والقماش بعد أن كان البيع جامدا (٣) ودخل مكة أميرهم المقر الكريم العالي السيفي جان بلاط بن عبد الله الجاركسي نائب السلطنة الشريفة بغزة المحروسة ودوادار المقر الكافلي جان بردي الغزالي كافل المملكة الشامية كان وأمير الركب الشامي في سنة خمس وعشرين أيضًا. فطاف وسعى نصف الليل وعاد إلى الزاهر كعادته فخرج للقائه الشريف أبو نمي وأخوه ثقبة فخلع عليهما خلعة ودخلوا من الحجون بعرضة حسنة ولاقاهم بالمعلاة السيد الشريف بركات والد الرئيس أبي نمي وثقبة وأمير الحاج المصري وأمير جدة حسين بك، فسلم الشريف بركات عليه أمام قبة والده ثم عاد إلى منزله.


(١) بالأصل: والد.
(٢) بالأصل: بذلك.
(٣) بالأصل: جامد.