للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجّه أمير الحاج إلى الأبطح للسلام عليه بعد أن وقف في الجبل المنسوب لعبد الله بن عمر بالمعلاة ورمى مدافع النفط المزعجة لِيُرِيَه قوته. فعاد الشريفان (١) أبو نمي وثقبة إلى منزلهما بعد إيصاله إلى محطته بالأبطح ومعهما عسكرهما فرسانا ورجلانا.

وفي ضحى يوم الأحد سادس الشهر فرقت الصرر الشامية على يد حاملها السيفي علي بالي دوادار أمير الحاج الشامي في زيادة دار الندوة من المسجد الحرام بمصلّى القاضي الشافعي بحضرة نائبه ابن أخيه (٢) محب الدين أحمد بن ظهيرة وهي في صُرَر، فانبسط الفقهاء بها وانشرحوا بقبضها.

وفي ظهر تاريخه تكلم جماعة من أهل الأربطة مع صاحب البلاد الحجازية السيد بركات بن محمد الحسني في الصرف لهم من الصدقة الرومية لضيق الوقت عليهم، فأرسل معهم جماعة إلى الأمين على صرف الصدقة الرومية بالصرف لهم على يد مشائخهم، فإن بعضهم صُرف له بعد تعب كبير ومُنع كثير منهم لغيبته عن خلوته، ففرح الفقراء بذلك ودعوا للسلطان والآمر له.

وفي يوم الإثنين ثاني تاريخه فُرّق الصر الحكمي والمستجد المحمول من شافعي مصر على يد أمير الحاج المحمل وسلّمَه الشافعي بمكة، فأمر بتفرقته في قبة الفراشين بحضرة نائبه القاضي محب الدين لوجع عمّه، ففُرّق على حكم الربع أزيد من السنة التي قبل تاريخه بقليل، فكثر الكلام على مرسله، فالله تعالى ينتقم منه بعدله.

وفي ظهر تاريخه خطب الخطيب بالمسجد الحرام خطبة السابع من ذي الحجة على العادة وتوقف فيها.

وفي ضحى تاريخه مات الشيخ العلامة شاعر البطحاء أحمد بن الحسين ابن


(١) بالأصل: الشريفين.
(٢) بالأصل: أخته.