منزلهن وجَبَر خاطرَ ابن أخيه القاضي محب الدين أحمد ابن القاضي بهاء الدين بن ظهيرة بتطمين خاطره وإعطاء ورقة له من أبيه بالتعزية ووعده بولاية قضاء الشافعية له عوض عمه فانجبر لذلك كثيرا وتشوش عمّاه بسببه.
وموجب ذلك نفور الميت منهما وميله إليه ووصية الشريف به وكان أسند وصيته إليه في حياته وإلى شقيقته الكبرى السيدة سعادة، وجعل الشريف ناظرا عليهما. وذكر أن عليه دينا سبعة آلاف دينار منها ألفان لأخيه بهاء الدين وألف .... (١) الشرفي الصلاحي، وأن أملاكه تباع في ذلك وملك الوصي دار جَدِّه بالسويقة. ولم يرض أخواه بذلك وصارا يلازمان الربعة تجملا. وطلع الشريف إلى المعلاة ثلاث مرّات راكبا وصحبته صهره الشريف بساط بن عنقا النموي وجماعة من مماليك أبيه وعسكره وأتباعه وحفدته، وغالب من كان بمكة إذ ذاك من أتباعه.
وفي صبح يوم الثلاثاء ثامن عشري الشهر خُتِم له بالمسجد الحرام وبالمعلاة وأنشد عند قبره الفقيه الأديب الفرضي الشهابي أحمد بن علي الجِبلي اليمني مرثية حسنة مطلعها:
النائبات كثيرة الإنذار … واليوم طالب صرفها بالثار
فشكرها السامعون لها وذرفت أعينهم عند سماعها، وفُرّق على الحاضرين بالمسجد الحرام والمعلاة الريحان والبخور والماورد، على العادة، وتفرق الناس بعد ذلك، وسافر الشريف أبو نمي إلى فريق والده يوم تاريخه واستمر جماعة القاضي وبنو عمه يطلعون له المعلاة صباحًا ومساء مدة جمعة وزيادة نحو شهر.
وفي ليلة الخميس تاسع عشري الشهر مات الشيخ المعمر جمال الدين محمد بن حسان اليمني ثم المكي الدلال بعد ضعف طويل قل فيه نظره، وجهّزه في ليلته شيخ الفراشين نور الدين علي بن أبي الفتح بن بيسق لتربيته له في صغره، وصُلّي عليه في