للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالقرب من المدينة (١)، فسلمهم الله تعالى منه.

وفي هذه الجمعة غليت أسعار الحب بمكة فبلغت الربعية الحب اللقيمية بأربعة محلق ونصف والنخلية بأربعة والمصرية بأربعة إلّا ربعًا والدخن والذرة بثلاثة والرطل السمن بسبعة واللحم بمحلقين ونصف. وسبب الغلو عدم الواصل من الجلاب بحرا وإشاعة الفتنة بمصر بين نائبها ونائب الديار الشامية، فالله تعالى يصلح الأحوال ويرخّص الأسعار.

وفي ليلة السبت ثاني تاريخه توجّه قاضي المالكية الزيني عبد الحق النويري إلى فريق الشريف بركات في جهة اليمن بالقرب من جدة لأجل عقد ابن أخيه الشريف شرف ابن السيد قايتباي بن محمد الحسني على الشريفة … (٢) ابنة السيد عرار بن عجل النموي، وأشاع أن الشريف طلبه، والله أعلم بحقيقة ذلك، واستمر بهم إلى أن عقد لهما (٣) وحضر عرسهم وعاد إلى مكة بعد نصف شهر.

وفي عشاء تاريخه مات قاضي القضاة الشافعي بمكة المشرفة وناظر المسجد الحرام الصلاحي بن ظهيرة فصُليّ عليه صبح تاريخه عند الحجر الأسود على عادة بني ظهيرة، ونادى له الرئيس فوق ظلة زمزم بألقاب كثيرة على الألسنة شهيرة، وشيّعه خلق من الأعيان وغيرهم ودفن بالمعلاة في تربة سلفه بالحجون في قبر مبتكر بين جده القاضي برهان الدين وأخيه الخطيب فخر الدين بوصية منه، رحمه الله تعالى.

وعُملت له ربعة بالمسجد الحرام صباحًا ومساء وبالمعلاة كذلك ثلاثة أيام وختم له في اليوم الرابع. ووصل لأجله صاحب مكة الشريف أبو نمي ابن السيد بركات الحسني في صبح يوم الإثنين سابع عشري الشهر فحضر الشريف الربعة صباحًا ومساء في المسجد الحرام والمعلاة، وعزّى جماعته الرجال وتوجّه إلى النساء في


(١) بالأصل: المدرسة
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٣) بالأصل: عقد بهم.