وفي ليلة الجمعة رابع عشري الشهر وصلت قافلة المدينة الشريفة وفيها الشيخ المعتقد عفيف الدين عبد الله بن مرزوق اليمني - نفع الله به - وصهرا الفقيه العالم فخر الدين أبي بكر ابن قاضي المسلمين نور الدين علي بن أبي بكر المرشدي الحنفي، وكان توجّه للزيارة شوقا لها وتسلية لما وقع بينه وبين والده من النّفْرة، فالله تعالى يحسن العاقبة لهما، والقاضي سعد الدين محمد ابن القاضي خير الدين بن ظهيرة الشافعي وعديله الشهابي أحمد بن أبي بكر الفتوحي جابي وقف .... (١) والفقيه الأديب الكمالي أبو الفضل ابن شيخ الأدباء الشهابي أحمد بن الحسين بن العُلَيف وإمام الحنفية الزيني أبو الفوز محمد الخجندي المدنيان. وسبب وصول أولهما لزيارة محل قبر والده والاستيلاء على مخلّفه، وثانيهما لزواجه بابنة قاضي المالكية بمكة الزيني عبد الحق النويري.
وأخبروا أن المدينة مغلية في الأقوات، فبيعت بها الكيلة الحب بخمسة محلقة والرطل السمن بثمانية محلقة واللحم عزيز الوجود كمكة، وازداد ذلك عند وصول الشيخ مقرن بن زامل الجبري إليها، وكان تأخر عن الحاج الشامي عند عرب زُبيد لزواجه بابنة شيخهم مالك بن رومي وأعطاها ألف دينار وقسّم على أقاربها جملة وأعطى أهل المدينة صدقة وسافر ولم يقسّم. وواجه الحاج المصري الركب الشامي في وادي الصفراء عند افتراقهم الطريق إلى ينبع فأراد أمير الحاج الشامي خلاص الخواجا عباس من أمير الحاج المصري فامتنع من ذلك وأراد أن تقع بينهما فتنة من أجله فسأل الخواجا عباس أمير الشامي في تركه معهم فتركه وسكنت الفتنة، فالله يكتب سلامة الجميع.
وقيد عند باب السلام جماعة من رجال الحاج المصري لكبرهم ولاقاهم سيلٌ