للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحمدان البدري والتاجي وابن أخيه المحبي أحمد بن البهائي محمد ورفقة ثالثهم قاضي جدة الجمالي محمد بن ظهيرة والشرفي الصلاحي والمولوي أبو زرعة المنوفي والجمال محمد بن عمر الوكيل والكمالي أبو الفضل العُلَيْف لغرض له وغيرهم من الغلمان فوصلوا إلى فريق الشريف في جهة اليمن ضحى يوم الإثنين رابع الشهر فنصب لهم خيمتين إحداهما لأخوي القاضي وثانيتهما (١) لابن أخيه وجماعته. وكان كل منهم فريق وهم متنافرون فالتمّ أخو القاضي على ابن أخيهما وجعلوا خيمتهم الثانية للعبيد وفعل ذلك بمباشرة القاضي بدر الدين بن ظهيرة لما تحقق من الشريف ميلًا إلى ابن أخيه، فحمده العقلاء لذلك. وتوجّه الشريف إلى الصيد وعاد بعد الظهر ولم يجتمعوا به إلّا بعد فراغه من المندي (٢). فتوجّه لهم إلى خيمتهم وسَلّم عليهم وعزّاهم في القاضي وجبر خاطرهم بكلمات حسنة ثم توجّه إلى محلّه، فتوجّه له القاضي محب الدين في عصر ثاني تاريخه بطلبه له فجلس عنده زمانا على سريره وقدم له بقجة (٣) كان عمّه أوصى بها للشريف يقال قماش جوخ وصوف وغير ذلك من المصاغ، الله أعلم بحقيقته، وبالفرش التي أعطاها لعمه، فردها عليه لوصيته بذلك.

ثم بعد ذلك طلب الشريف عمّيْه (٤) فجلسا قدام الشريف تحت صهره الشريف عرار بن عجل فقال لهم: لا أتخلى عنكم ولو بقي منكم جارية ساعدتها ولا تفترقوا يطمع فيكم المصريون. وأمر محب الدين بكتم الوصية وأن يكتب أوراقا إلى مصر للسعي في وظائف عمّه من قضاء مكة وجدة ونظر المسجد الحرام وفوّض إليه ذلك وكتب له قائمة مضمونها: "يقول مسطرها بركات بن محمد:


(١) بالأصل: أحدهما … وثانيهما.
(٢) كذا بالأصل، ولعله طعام يجهز فيه اللحم على طريقة خاصة، وما زال مستعملًا بين أهل مكة والحجاز.
(٣) البقجة: ما يجمع من الثياب وغيرها من الأغراض الثمينة في وعاء من القماش أو غيره، تجمع على بُقَج أو بقجات، وقد تُنطق في اللغة العامية "بقشة".
(٤) بالأصل: عمّاه.