للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحرام في تقسيم الإرشاد لابن المقري (١) تقسيما حفلا، وحضر عنده جماعة من فضلاء مكة والمجاورين بها واغتبطوا به فنَغص بذلك عليهم موته وحصل بذلك ثلمة في الدين، فالله تعالى يرحمه ويجعل قراه الجنة. وبلغني أن عمره قريب الخمسين سنة وهو من الفقهاء الملازمين لسلطان اليمن الشيخ عامر بن طاهر في حياته وحصّل أموالًا بجاهه، وعرض عليه القضاء فلم يقبله، رحمه الله تعالى.

وفي عصر يوم الأربعاء ثاني تاريخه مات الشهابي أحمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن (٢) محمد بن فليته المكي الشهير كسلفه بالحسني. وهو كهل في عشر الخمسين بعد أن أضر سنين وأراد قدح (٣) عينيه، فجاء لمكة من الوادي وترك عياله فتحدر له حدور على قلبه. وجهّزه القائد شهاب الدين أحمد بن حسن بن خزيمة في يومه وصُلّي عليه في مغرب ليلة الخميس سابع عشر الشهر ودفن بالمعلاة على والده وجده. وخلّف ولدين ذكرين هما حسن وأبو القاسم وأمهما صفراوية. رحمه الله تعالى وعوضهم فيه خيرًا.

وفي هذه الجمعة وصل قضاة الطائف والحجاز للتعزية في القاضي الشافعي الصلاحي بن ظهيرة وعمل بعضهم مرثية فيه أنشدت عند قبره وطلب فيها نيابة القضاء في بلده، فكاتب ابن أخيه القاضي محب الدين السيد الشريف بركات في أمرهم فكتب له بالتفويض في نيابتهم ففعل ذلك، وحضروا تهليلة ثانية عملت للقاضي بالفقراء العرابية في عصر يوم الجمعة خامس عشر الشهر وفرق على الفقراء بعد فراغهم لكل واحد محلقين وزيادة لبعضهم فانشرحوا بذلك.

وفي صبح يوم الثلاثاء تاسع عشر الشهر سمعت على شيخنا العلامة


(١) هو كتاب الإرشاد في فروع الشافعية، ألّفه فقيه اليمن شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر بن المقري (ت ٨٣٦ هـ) اختصر فيه الحاوي الصغير للقزويني، انظر حاجي خليفة: كشف الظنون ص ٦٩.
(٢) بالأصل: أن.
(٣) بالأصل: قلع.