للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأحد رابع عشري الشهر ماتت … (١) ابنة الشيخ كمال الدين أبي الفضائل محمد بن الشهابي أحمد ابن القاضي أبي البقاء محمد بن أحمد بن الضياء القرشي الحنفي فجهّزت في يومها وصُلّي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة وشيّعها جماعة من الأعيان ودفنت بالمعلاة بتربة أسلافها وخلّفت زوجا مملوكا تزوجها بغير رضا أبيها، وتعب بسببها فأراحه الله منها.

وفي ليلة الثلاثاء سادس عشري الشهر دخل التاجر جمال الدين محمد بن جابر العدني الشهير بابن أبي الليل على المصونة البكر أم مريم المدعوة سيّدة الكل ابنة المرحوم الشيخ جمال الدين محمد بن عمر الرضيّ المكي واستفضّ بكارتها بعد تعب كبير مع كِبَرها وشكرها الناس لذلك وهنأه الناس بها في منزل أهلها، فالله تعالى يبارك لكل منهما (٢).

وفي صبح تاريخه وصلت أوراق من عدن لجماعة من التجار فيها الإخبار بأن مركب الساجور الشامي، أخذه الفرنج المخذولون (٣) قريب الهند وأسروا ركَبَته بعد مقاتلتهم وحرق مركبهم وقتل جماعة منهم وغرق مركب من المراكب التي سافرت من عدن، وقصد مركبين (٤) من المراكب التي سافرت من جدة أحدهما فيه الملك محمد القيلاني، وكيل الصدقة المظفرية، ويقال إنه تُوّه، فالله تعالى يلطف بالمسلمين، ويكتب سلامة المسافرين، ويخذل الكفرة والمشركين. وأشيع أن الكفرة التي في كُوّة (٥) من بلاد الهند تحركوا على قتال سلطان كنبايه مظفر شاه، فالله تعالى ينصره عليهم ويجعل الدائرة بهم.


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٢) بالأصل: منهم.
(٣) بالأصل: المخذولين.
(٤) بالأصل: مركبان.
(٥) كوة من بلاد الهند، ياقوت الحموي: معجم البلدان ٤: ٤٩٦.