للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرجان والزبرجد (١) وغير ذلك مما يأتي قدّره أزّيد من عشرين ألف دينار وأرسلوها لجدة، ووضعوا أخا (٢) عباس في الحديد طول النهار ثم أطلقوه بعد المغرب وأخذوا (٣) منه عشرة أشرفية ترسيمًا للقاصد الواصل من جدة، ونُسب هذا الفعل لشاه بندر جدة، وعند الله تجتمع الخصوم.

وفي يوم الأربعاء ثاني تاريخه اتفقت قضية للرئيس في بحر الإسكندرية نور الدين علي المغربي وكيل ملك الأمراء بالديار المصرية مع قاضي القضاة بديع الزمان الضياء الحنفي وهي أنّ الرئيس طلب ثبوت محضر كتبه علي في مال غرق ومشاهدة ذلك بشهوده عليه، فتوقف في ذلك وأثبته على القاضي الحنبلي محيي الدين عبد القادر بن ظهيرة، فسأله القاضي بديع عن سبب ثبوته على غيره فقال له: شاهدك قال إنه يطلب مني خمسة أشرفية، فكذّبه القاضي، فرد عليه تكذيبه، فاغتاظ منه القاضي وقام من مجلسه في المسجد وتوجّه إلى حاشية المطاف عند شاه بندر جدة الخواجا شرف الدين ابن شيخ الدهشة الحلبي وحكى له سبّه له، فطلبه وسأله عن القضية فوقع بينهما كلمات أدت إلى أن القاضي أمر بكشف رأسه ورفع عمامته تعزيرا له فيما فعله معه، والمغربي يظن أنّ ذلك للصلح، فتوجّه المغربي وقال له (٤) بعض المغرضين عند القاضي: إنه عزرك بذلك، فقام وقعد وتكلم بكلمات من التهديد وشكواه لنائب الديار المصرية، فسمع القاضي بذلك وعرف مقامه فتشوش من ذلك وصار يظهر التجلّد وتكلم مع شاه بندر جدة في مصالحته فلم يصغ المغربي لذلك وسافر في جمعة تاريخه إلى جدة، فالله تعالى يقدّر للمسلمين خيرًا.

وفي يوم تاريخه وصلت قافلة المدينة الشريفة، وأخْبِر بوصول المركب المسماري


(١) بالأصل: الزيجفر.
(٢) بالأصل: أخي.
(٣) بالأصل: أخذ.
(٤) كلمتان تكررتا بالأصل.