للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا باب البَرّ منها. وثالثها الوصية بالخواجا أبي البقاء السكري المتولي عوضه شاه بندر جدة.

ووصلت للناس عدة أوراق فيها أن ملك الأمراء نائب الديار المصرية أشيع بعصيان نائب الشام أرسل له قاصدا إلى حلب اسمه فرحات لنائبها فرحات باشا الرومي يأمره بحفظ البلد وكذا الأمير علي بن سوار. ففعلوا ما أمرَهم به قبل وصول نائب الشام لهم، وأن بعض الجراكسة الذين (١) بمصر كثُر كلامه فقُتل وكذا غيرهم من الأعوان، ونودي في الشوارع بعدم الكلام فيما لا يفيد، واضطربت مصر لذلك وغليت الأسعار، فالله تعالى يُرخّصها على المسلمين.

وفي يوم السبت ثاني تاريخه سافرت قافلة المدينة الشريفة وكبيرها شخص يسمى الخواجا عبد القادر القاري وفيها الكمالي أبو الفضل العُليف وأختاه وزوجة والده، كتب الله سلامتهم وتقبّل مجاورتهم.

وفي هذه الجمعة نودي بالزينة لأخذ جان بردي الغزالي فزينت أسواق مكة ففُعلت، وعبث أتراك الشريف بالمارة فيها وتجاهروا بالمعاصي وتعدّى الضرر في الشوارع، فلا حول ولا قوة إلّا بالله.

وفي صبح يوم الثلاثاء خامس عشري الشهر وصل قاصد من نائب جدة الرومي لأخذ السفرة التي لنائب الشام جان بردي الغزالي المودعة في بيت الخواجا عباس، فاجتمع شاه بندر جدة الخواجا شرف الدين ابن [شيخ] (٢) الدهشة والقضاة الأربعة بالمسجد الحرام وطلبوا البدري محمد أخا (٣) عباس وسألوه عنها فقال لهم: في حاصل عليها ختم أمير الشامي، فتهدّدوه بكلمات انزعج لها مع ضعفه، ثم توجهوا معه إلى المنزل وفتحوا الحاصل وأخذوا ما فيه من الصناديق


(١) بالأصل: الذي.
(٢) كلمة سقطت من الأصل.
(٣) بالأصل: أخي.