للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتتابعت البقية كذلك.

وأشيع في آخر الشهر أنّ مراكب كنباية رجعت إلى محلها بخبر الفرنج وغير ذلك.

وفي يوم الخميس رابع الشهر ظهرت سكة المساعيد والفلوس وصُرف كل محلق من المساعيد بثمانية ومن الفلوس بأربعة وعشرين. وزفت في معاشر على رؤوس الجمال بالطبل والزمر وداروا بها شوارع مكة فانفرج المسلمون (١) بها واستراحوا من الربا في صرف المحلقة بالمساعيد لزيادتها، ووصلت في صرف المساعيد العتيقة إلى ثمانين مسعوديا كلّ محلق وهي تتطاير بأدنى شيء من الكف.

وكتب على المساعيد الجدد والفلوس اسم الشريف أبى (٢) نمى صاحب مكة وكان فعل ذلك بسبب كلام قطب الآفاق الشيخ محمد بن عراق مع الشريف صاحب مكة وغيره من أرباب الدولة. ثم تُركت المساعيد وتعامل الناس بالفلوس، واستراح أهل مكة من الربا المنحوس، وذلك ببركة الشيخ ابن عراق، نفع الله به في جميع الآفاق.

وفي يوم الثلاثاء تاسع الشهر وصلت أوراق من جدة أرسلها جماعة من الهند في المراكب الواصلة في شهر تاريخه مضمونها الإخبار بتحرّك الكفار المخذولين المقيمين في أعمال الهرموز من الهند على سلطان المسلمين بكنبايه مظفر شاه، نصره الله تعالى، وأنهم ساروا إليه في عشرين ألف نفر، وقيل مائة ألف، ودخلوا إلى بعض بلدانه فجهّز لهم عسكرا مرة بعد أخرى فيعودون إليه بمنعة منهم، فاستنجد بسلطان دلي محمود فوعده بالمسير إليه، فالله تعالى ينصر عساكر المسلمين، ويخذل الكفرة والملحدين.


(١) بالأصل: المسلمين.
(٢) بالأصل: أبو.