وفيها وفاة السيد العلامة المعتقد صفي الدين محمد بن .... (١) الحسني الإيجي في شهر رجب من السنة الماضية، وخالي الشيخ محمد المعمر المسند شرف الدين أبو القاسم ابن الشيخ فخر الدين أبي بكر بن فهد الهاشمي المكي في التاريخ المذكور، وعُملت ربعة السيدة بديعة على ولدها السيد صفي الدين وصُلّي عليه في ظهر يوم الجمعة ثاني عشر الشهر ونادى له الرئيس فوق ظلة زمزم بألقاب كثيرة ذكر فيها كرامات أسلافه وهى على الألسنة شهيرة.
وفي ليلة الأحد رابع عشر الشهر بكى الأخوات على خالنا وعَزّانا الناس فيه وصُليّ عليه صلاة الغائب في ظهر يوم الجمعة تاسع عشر الشهر ونادى له الرئيس فوق ظلة زمزم صورته:"الصلاة على العبد الفقير إلى الله تعالى الشيخ العلامة الإمام الهمام خادم سُنّة سيّد المرسلين، خاتمة المحدثين بقية السلف الصالحين، محمد أبي القاسم شرف الدين بن فهد الهاشمي المكي الشافعي، رحمه الله تعالى في غُربته، وأناله الجنان بشهادته الصلاة".
وفي ضحى يوم الإثنين خامس عشر الشهر وَلدت زوجة قاضي القضاة بديع الزمان بن الضياء الحنفي جوهرة شقيقة القاضي جمال الدين محمد بن يعقوب المالكي أم أولاده بنتين توأمين في بطن واحد، فتشوّش والدهما بذلك وقصّده الناس بالتهنئة بهما فلم يُعجبه ذلك.
وفي يوم تاريخه دخلت الخماسين وكثر مرض الحصبة في أهل مكة، يمرض كل واحد أسبوعًا ثم يُشفى، وغالب ذلك من الصغار، ومرض فيه ابنتاي فشفاهما الله تعالى، ولله الحمد.
وفي يوم الإثنين ثاني تاريخه أرسل نائب جدة الرومي قاصدًا لمكة لطلب البُناة والسقائين منها لعمارة البُرج الشامي في بندر جدة فجمعهم الحاكم بها القائد مبارك