للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن بدر وأرسلهم إليه مكرهين امتثالا لأمر (١) ملك الأمراء نائب الديار المصرية في المراسيم الماضي ذكرها في الشهر الذي قبله.

وفي ضحى يوم الأربعاء سابع عشر الشهر عُمِلتْ وليمة عظيمة في المدرسة الباسطية للعزاء في السيد صفي الدين محمد الإيجي على قاعدة العجم، عملها أقاربه من أرز وأطعمة وحلوى ورقاق من غير خبز، حضرها القضاة الأربعة وخلق من الأعيان وغيرهم وجلس القضاة الثلاثة على يمين الشافعي المستقل من صاحب مكة القاضي محب الدين بن ظهيرة حاجبين للحنفي وجماعته على يساره وبقية الناس على مراتبهم.

وفي ظهر يوم الجمعة صُلّي صلاة الغائب على خالنا بالمسجد الحرام كما تقدم ذكره قريبًا.

وفي صبح يوم الثلاثاء ثالث عشري الشهر مات النوري علي بن محمد بن مهدي الصائغ فجهّز في يومه وصُلّي عليه بعد صلاة العصر ودفن بالمعلاة، وخلّف ولدا ذكرا وزوجة.

وفي يوم تاريخه قبض الحاكم بمكة على أهل السوق من الصيارف والجبّانين والسمّانين وغيرهم وضرب كثيرًا منهم وتهدّدهم بكلمات كثيرة للزيادة في صرف المساعيد الجدد إلى اثني عشر مسعوديا كل محلق بعد أن فعل بثمانية، وقال لهم: هذه مخالفة لصاحب البلاد، فخدموه بمال وطلّعوا الأسعار في ثاني تاريخه بعد نزولها.

ثم قدّر الله تعالى في هذه الجمعة إشاعة وصول مركبين من الهند أحدهما يقال له البَروَجي، من بَرْوَج (٢) ويُقال فيه صدقة أرز من أميرها خير الدين، وبعض قماش من الملك إياس نائب السلطان مظفر، ولم يتحقق ذلك، وثانيهما مركب بركات


(١) بالأصل: لأمر به.
(٢) بَرْوَج: من مدن الهند البحرية يُجلب منها النيل، ياقوت: معجم البلدان ٤٠٤:١.