للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحلبي من الديو.

وأرسل ناخوذة ثانيهما عدة أوراق إلى مكة فيها الأخبار المكدرة التي استسمجها السامعون لها خصوصا وهي غير مقبولة، ومنها أن مراكب الشاهي والمحمدي والمظفري خرجوا قبله من بندر كنبايه فلاقوا الفرنج المخذولين في طريقهم قريب البندر فرجعوا إليه لذلك، وبعضهم حصل له فتح في جانِبه، وتعجّب الناس لإخباره بذلك لعدم مشاهدته لهم أو ملاقاة مَن يُخبره عنهم وبعضهم ذكر أن هذه إشاعة لتحسين البضائع التي معه، فالله تعالى يلطف ويُقدّر للمسلمين خيرا. وفيها أنّ خمسة جلاب وصلت من اليمن وزيلع والقصير فيها حب كثير، ففرح الناس به ونزل السعر في مكة فبيعت الربعية الحنطة والدخن بثلاثة محلقة والذرة بمحلقين ونصف.

وجاء جماعة من الشرق أخبروا بمطر تلك الناحية وحصول السيل فيها مرة بعد أخرى، وأنّ قافلة خرجت من بَجيلة (١) فيها جماعة من الأعراب معهم حبّ وزبيب فخرج عليهم عرب عتيبة ونهبوهم وقتلوا منهم شخصا مصريا في محل يُقال له الحجر قرب الطائف. فبلغ ذلك صاحب مكة السيد بركات في ناحية اليمن فدخل مكة على نية التوجه الشرق لأجل المرعى في ضحى يوم الجمعة سادس عشري الشهر، فهرع القضاة والأعيان للسلام عليه وشكا إليه أهل القافلة العرب الذين أخذوهم، فوعدهم بنصرهم وأخذ ثأرهم وردّ ما أخذ لهم، فدعوا له وانصرفوا.

وفي عصر تاريخه عقد القاضي المالكي الزيني عبد الحق النويري بابنته الكبيرة .. (٢) على الإمام زين الدين أبي الفوز بن محمد الخجُنْدي المدني الحنفي


(١) بَحيلة: قرية شرقي الطائف، في وادي لِيّة يسكنها بعض الأشراف، ذكرها البلادي مرارا في معجم الحجاز، انظر فهارسه.
(٢) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.