للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قل للشريف أبي زهير والذي … حفظ الأنام بعدله وأمانه

إن كنت قد أمّنتنا في مكة … من طارق يسطو بحدّ حسامه

فانظر لعبد الحق خلف نجله … نهب الأنام بزوره وحرامه

ولأنت يا بركات تُسأل في غد … عنه فعجّل بانقضا أيامه

وتشوش الحنبلي منهما وأراد شكواهما للشريف، وكان توجه في عصر تاريخه إلى منى وزار بها سيدي الشيخ العارف بالله تعالى محمد بن عراق، نفع الله به، وبات بها إلى الصباح وتوجّه إلى الصيد فمسك فيه غزالين وأرسلهما للشيخ ابن عراق، فأعطى الشيخ أحدهما لشيخ رباط الموفق الشيخ محمد الحطاب المالكي وثانيهما لأهل رباط المغاربة، ولم يأكل منهما شيئًا.

وفي صبح يوم الأربعاء ثاني الشهر المذكور سمعتُ، وابنتي سيّدة الكل حاضرة في الثالثة، على الشيخ العلامة سراج الدين عمر بن أبي السعود بن ظهيرة القرشي المكي كان الله له، المسلسل بالأولية بقراءتي وجزأي التطا (١) والغضائري (٢) بقراءة الشيخ زين الدين عمر بن [الشماع] (٣) الحلبي.

وفي صبح يوم الخميس ثاني تاريخه اجتمع القاضيان المالكي والحنبلي عند صاحب مكة السيد بركات بن محمد الحسني وكان عنده القاضي الشافعي المحبي بن ظهيرة وغالب إخوانه وخلق من أتباعه فشكا الحنبلي من المالكي بعد أن تغدى الشريف وخرج المالكي لغسل يديه فأمر الشريف بندائه فطُلِب وجاء بين يديه والحنبلي على يسار الشافعي فأعاد الحنبلي الشكوى منه وذكر قبائحه من ارتكاب المحرمات من الاجتماع بالمُرْد وشرب الخمر، وأكل الحشيش، وحلف برأس الشريف


(١) كذا بالأصل، ولعل صوابها "جزء البطاقة الحمزة الكتاني".
(٢) هو الحسين بن عبد الله الغضائري، توفي ٤١١ هـ / ١٠٢٠ م، كحالة: معجم المؤلفين ٤: ٢٥.
(٣) بياض بمقدار كلمة بالأصل، والإكمال مقترح حيث أن عمر الشماع كان معاصرا للمؤلف وصديقا له كما كان قرأ كتبا ذُكرتْ سابقا وحضرها المؤلف.