للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنه جاء للسلام عليه في أول الشهر وهو سكران، وبالغ في الحط عليه وقال لولا حرمتك لأخذتُ حقي بيدي من ضربه ورمي عمامته. فقال له المالكي: أنت مُرَاق الدم وقبائحك وصلت إلى الروم لفعلك في ابنتك، فقال له: هذا الكلام لا يقوله إلّا مفتر (١) مثلك، فضحك الحاضرون عليهما خصوصًا الشريف وإخوانه بل قال بعضهم: إيش تركوا للعامة، ومثلهم لا يصلح للقضاء، ولم يخاطبهم أحد منهم.

فلمّا طال الكلام طلب المالكي الشيخ عفيف الدين عبد الله الرومي لكونه سأله في مساعدته عند الشريف في المرسوم الذي وصل صحبته من الروم لأجل مسامحته فيما فعل له من الفوت وترك معشره له وكان حاضرًا في المجلس فقام وقعد بجانبه أمام الشريف، فلما رآه قال: هذا الذي شكاني عند الخنكار، فأجابه بالإنكار فسبّه وتهدده بالقتل وغيره فثبت في جوابه وقال له: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ (٢) أي تثبتوا، فقال له الشريف: أنا ظلمتك، فأجابه بقوله: نعم لأن نسبة (٣) هذا القول إلي وأنا بريء منه لكني لما كنت في الروم وقعت القصة بالشكوى من صهرك الشريف عرار بن عجل ووزيرك بجدة محمد بن راجح والقاضي الشافعي صلاح الدين بن ظهيرة ونائب جدة قاسم الشرواني فساعدت وأعيد (٤) في إبطالها لكوني ساكن في بلدك. فاستشهد الشريف بالمالكي فشهد (٥) أنه سمع ذلك بمصر، فتشوش منه وأمر بعض إخوان الشريف بالاستغفار، وقال: لا يستغفر إلّا مذنب، فأعجب ذلك جميع الحاضرين (٦) فأمره الشريف بالانصراف


(١) بالأصل: مفتري.
(٢) سورة الحجرات، الآية ٦.
(٣) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٤) كذا بالأصل.
(٥) بالأصل: فسمع، والإصلاح مقترح.
(٦) بالأصل: الحاضرون.