للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولزوم بيته وعدم مداخلته لأحد، فقام القضاة وهو معهم فكثرت القالات في ذلك وشَمَت كثير من الناس لما حصل للمالكي ما حصل، والله در القائل حيث قال:

أمور يضحك السفهاء منها … ويبكي من عواقبها اللبيب

وغير ذلك مما يناسبه.

وفي ضحى يوم الخميس المذكور ذبح شخص نفسه هرموزي كان خادمًا عند وزيرها فاتهمه بسرقة مال وتهدده بالضرب فذبح نفسه واطلع عليه سيده فرمي (١) بنفسه من محل عال وهرب منه إلى المسجد الحرام فبلغه وسأله بحضرة جماعة عن من ذبحه فاعترف بفعل ذلك بنفسه فحمله إلى منزله وقطب (٢) له رقبته فمكث إلى بعض الظهر ثم مات فجهّز في عصر يومه وصُلّي عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، واختلفت الأقوال فيه ويقال إنّه آخى سيّده في بلاده، فالله تعالى يعفو عنه ويسامحه.

وفى ظهر يوم الجمعة رابع الشهر تكلّم الشريف بركات صاحب مكة على الزيني جعفر بن عبد القوي وأقامه من مجلسه بغلظة في حضرة الناس وقت صلاة الجمعة في المسجد الحرام وذلك بسبب شكواه للشيخ عبد المعطي الفُوي صهر الشيخ عبد الكبير الحضرمي وملازمته للشريف في طلب أوراق تحت يده ينازعه بها من جهة بيوت الأشرف الغوري التي كان متكلما عليها في جهة باب إبراهيم من المسجد الحرام. وأنكر عليه ذلك لملازمته للشريف في غير كبير فائدة وما لا يجدي خصوصا مع تقرب خصمه منه واعتقاده له وكذا غيره ممن قرره، فسبحان قاسم العقول.

وفي عصر تاريخه توجّه الشريف بركات، نصره الله تعالى، إلى وادي جدة


(١) بالأصل: فأرمى.
(٢) قطب: جمع طرفي الجرح.