للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم في يوم الثلاثاء سابع [الشهر] (١) أشيع حرُقه في البندر فتشوش الناس لذلك واطلعتُ على ورقة جاءت ورقة جاءت من جدة فيها خبره وهي أنّ ناخوذته نزل إلى البندر في يوم الأحد ومعه البحارة يُبقجٍ كثيرة فاستكثر عليه أهل الديوان ذلك وقالوا له: مركبك صغير وتنزل بهذا كله جَوْزا على الديوان، وإن منعناك من عادتك ظلمناك، فجعلوا بين ذلك مصلحة ثلاثمائة وخمسين أشرفية تركوها من عشور البُقَج فقال لهم: عندي كل توبلي (٢) بمركب كامل، يعني من التحف وشحنة مركبة كلها له.

وفي ليلة الإثنين سادس الشهر قبل غيبة القمر رأى الناس بمركبه نار نفط فصاحوا وفزع الناس إلى جهة الفرضة فطردهم (٣) التركمان ورجعوا إلى محل آخر الفرضة من جهة الساحل وصاحوا عند الأمير فأمر بطلوع ثلاثة سنابيك وغالبهم هنود لأجل خوفهم على مراكبهم، فاستمرت النار تَقِدُ فيه إلى الصبح وسدّ الدخان الأفق وشاهد ذلك غالب مَن بجدة، ثم طلعت إليه سنابيك نحو الثلاثين وأكثر فخرقوا المركب حتى غرّقوه وهمدت النار .... (٤) احترق وطاح في البحر وماتت جارية الناخوذة وعبده ثم تُرك ما حرك (٥) فنظرت الناس إلى التحف أصنافا لو سَلِمت لامتلأت البلد منها كالشاش والبيرم الذي للناس زمانا طويلًا مثله، وكذا المناديل والقطنيات، ويقال قيمة كل منديل ثلاثون أشرفية والخَيم والسرر، وقال الناخوذة: قيمة بعض السرر ألف دينار وخناجر بمثل ذلك وأشياء لا تكاد تُعدّ (٦)


(١) كلمة سقطت من الأصل.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) بالأصل: فطردوهم.
(٤) ثلاث كلمات غير واضحة بالأصل.
(٥) كذا بالأصل.
(٦) وردت الجملة بالأصل: "لا تعّد تكاد".