للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه نحو الثلاثمائة من ثياب الدوقدة (١) وسبع وعشرون ألفا من النارجيل وسليط وحب ودخن وأربعمائة قميص للصدقة، فذهبّ ذلك كله وبقي كوم سواد، والأمر كله لله.

ويقال إنّ سبب الحريق استهتار الناخوذة وكذا الخواجا السقطي بالشيخ عبد الله المظلوم المدفون بجدة، وأنّ خادمه جاء إليه وطلب منه بعض النذور، فقال له وهو سكران: أنا لي في البحر أربعة أشهر وقاسيت فيه شدة ما نفعني فيه أحد من الصالحين ولا أعطيك شيئا، فانكسر خاطره من ذلك ودعا عليه ولازم شيخه فيه فقدّر الله تعالى بالحريق في ليلة كلامه.

وفي عصر يوم الإثنين سادس الشهر مات الخواجا الأجل المحترم حافظ الرومي، فجهّز في يومه وصُلّي عليه بعد صلاة المغرب وشيّعه جماعة إلى المعلاة ودفن في الشعب الأقصى في تربة استجدّها، رحمه الله تعالى، وخلّف ولدين ذكرين وكان مباركا كاملا (٢) لصلاة الجماعة والانجماع عن الناس وقلة الكلام، رحمه الله تعالى.

وفي ليلة الثلاثاء ثاني تاريخه دخل الخواجا جمال الدين محمد ابن الخواجا الكبير زين الدين عبد القادر بن محمد بن عيسى القاري بابنة عم أبيه البكر أم هاني ابنة المرحوم الخواجا عمر بن عيسى القاري، وزفّهُ والده ببعض شمع الحرم زفة مختصرة بعد صلاة العشاء ومشى معه أصحاب والده من زيادة دار الندوة إلى منزل الزوجة في السويقة.

وفي صباح تاريخه هنّأه الناس بذلك، على العادة، فالله تعالى يجعل ذلك مباركا على الزوجين.

وفي يوم الأربعاء ثامن الشهر كملت تقسمة حب الأشرف قايتباي الواصل في


(١) كذا بالأصل.
(٢) كذا بالأصل.