للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البحر عام تاريخه لسكان رباطه بمكة ومقداره ثلاثمائة إردب وزيادة، ونقص منه في البيع والتلف أزيَد من ستين إردبا فأُعطي لأهل الرباط والأيتام وأرباب الوظائف ما عدا الصوفية والفقهاء كل واحد إردبا ونصفًا (١) ولكل من أهل المجمع دينار واحد وعِدّتهم مائة نفس، وكانوا في زمان الواقف جماعة قليلين يفرق عليهم الفاضل من الخير. وكان المباشر لتفرقة ذلك الناظر الرومي وغيره من المباشرين كالقاضي عز الدين فائز بن ظهيرة والشيخ شهاب الدين النشيلي والبدري حسين ابن القاضي نور الدين بن ناصر والمحيوي العراقي نيابة عن المقر الشهابي بن الجيعان.

ورأيت كثيرًا من الناس يشكونه (٢) لسوء تصرفاته في ذلك.

وارتفق الناس بوجود هذا الحب وبيع بعضه في السوق كل إردب بعشرة أشرفية سعر كل ربعية بمحلقين ونصف. ونزل السعر في السوق إلى ثلاثة محلقة إلّا ربعًا بنقص ربع محلق في بعض ذلك وبنصف في بعضه، فالله تعالى يرحم الواقف ويجزيه والناظر خيرا ويجعل قِراه الجنة بمنّه وكرمه.

وفي ظهر يوم الجمعة عاشر الشهر ماتت موطوءة الخواجا أبي اليمن ابن … (٣) الطهطاوي أم أولاده الحبشية فجهّزت في يومها وصُلّي عليها بعد صلاة العصر وشيّعها جماعة إلى المعلاة ودفنت بتربة أسلاف سيّدها، رحمها الله تعالى.

وفي يوم الأحد ثاني عشر الشهر وصل القاضي الشافعي الذي توجّه إلى الشريف بمراسيمه إلى الشرق ومعه أوراق للقاضي الشافعي من الشريف، وفيها تهنئة بالوظيفة، وأنه لعب الحمام عند سماع ولايته بالنصرة على الوالي نائب الشام، وأمر الحاكم بزينة مكة سبعة أيام، فزُينت بأمر الشريف، فالله تعالى يؤيده ويمتع المسلمين بحياته.


(١) بالأصل: إردب ونصف.
(٢) بالأصل: يشكوا ابن، والإصلاح مقترح.
(٣) كلمة سقطت من الأصل.