وفي صبح يوم الأربعاء خامس عشر الشهر صلّى قاضي القضاة الشافعي ابن ظهيرة المحبي صلاة الصبح ودخل إلى البيت الشريف صحبة خاله شيخ السدنة الحجبة عفيف الدين عبد الله بن عمر الشيبي وصلّى فيه ركعتين ثم طاف بعد ذلك أسبوعا، وصلّى خلف المقام ركعتين وعقد الطيلسان على عمامته فيه ثم برز منه وأمامه جماعة من أقاربه، وحضر في الربعة السليمية خلف مقام الحنفية كعادة عمّه، ثم بعد فراغه توجّه إلى منزله ومشى معه القضاة الثلاثة وكثير من الفقهاء وغيرهم وهنؤوه بفعل ذلك، ولم يتفق فعله على هذه الهيئة الحسنة لأحد أسلافه وطلع فيه بهجًا ووجهه مشرقًا، فالله تعالى يجعله مباركا عليه ويديم النفع به كما نفع بسلفه، بمحمد وآله آمين.
وفي عصر تاريخه بعد الصلاة توجّه قاضي القضاة الشافعي المشار إليه، أدام الله نعمه عليه، إلى حضور المدرسة الأشرفية القايتبائية ورافقه القضاة الثلاثة وأصحاب الوظائف على العادة، فباشر ذلك مباشرة تقرّ الناظر وتشرح الصدور والخواطر، وأنشد الرئيس جمال الدين محمد ابن أبي عبد الله محمد بن أبي الخير المكي قصيدة لطيفة يهنيه بها.
وفي يوم الخميس ثاني تاريخه وصل الخبر إلى مكة بوصول قاصد من مصر يقال له مسلّم البدوي أرسله ملك الأمراء نائب الديار المصرية لإخبار جماعته بجدة يشترون له قماشا وغيره من التحف لأجل هدية للخنكار سليمان خان، فإنه نوى التوجّه إليه للروم وأرسل الأمير جانم الحمزاوي يستأذن له في السفر إليه.
وفي عصر تاريخه مات الطفل تقي الدين محمد ابن الشيخ شهاب الدين الحرازي.
وفي ظهر يوم الجمعة سابع عشر الشهر صُلّي على الشريف عفيف الدين