للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عصر يوم الإثنين ثاني تاريخه وصل قاصد من جدة وأخبر بوصول الخواجا أبي البقاء السكري شاه بندر جدة إليها من البحر، يُقال في نحو عشرة أيام من الطور وعرض له نائبها في يوم تاريخه. وقُرِئَت مراسيمه في الفرضة وفيها زائد له بالوصية عليه وأنه مقرّب عند ملك الأمراء نائب الديار المصرية. وذكروا فيها تحريض شاه بندر قبله الخواجا شرف الدين ابن شيخ الدهشة حمزة الحلبي على عدم مخالفته وأن الشخص ابن يومه ولا يغترّ بصحبته الماضية. وأنه قدم هدية لملك الأمراء وأركان الدولة ما بهره به لكثرته وطرفته. وأشيع توليته لنظر أوقاف الزمام والتحدث على مدرسته بمكة وعزل صهره أخي زوجته القاضي تاج الدين عبد الوهاب ابن شيخنا قاضي القضاة النجمي محمد بن يعقوب المالكي عن ذلك، فكثر المقت له والإشلاء عليه في فعل ذلك، فالله تعالى يكفيه شرّه ويعينه عليه.

وفي عصر يوم الثلاثاء ثامن عشريْ الشهر ماتت سعادة ابنة القاضي شرف الدين أبي القاسم ابن قاضي القضاة الجلالي أبي السعادات المالكي وعمرها نحو سنتين فجهّزت في يومها ودفنت بالمعلاة [٨١ ب] في تربة سلفها، وسافر والداها (١) إلى الوادي هدة بني جابر ثاني تاريخه.

وفي فجر يوم الأربعاء ماتت ثانية التوأمين ابنة القاضي الحنفي بديع الزمان ابن الضياء فجهّزت في يومها ودفنت في المعلاة وعزّى الناس والدها بها وعمرها (٢) أشهرا كأختها الماضية، وأراح الله والدهما منهما، فإنّ معه ذكرا وأنثى وغيرهما.

وفي ليلة الخميس سلخ الشهر وصل الخواجا … (٣) ابن مالك الدمشقي من جدة، وكان وصل من مصر صحبة شاه بندر فواجه شيخ الفراشين نور الدين علي البيسقي في مجلس شاه بندر، فأخبره بولاية ولديْ عمه الزيني بيسق والشهابي أحمد


(١) بالأصل: والديها.
(٢) بالأصل: وعمرا.
(٣) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.