للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكرى (١) جهة الينبوع، وتوجّه إلى سكن الشريف عرار بن عجل الحسني في بيت الجمالي البوني أمام الحناطين فوجده في عمارته بجانب سكنه فدخل معه إلى منزله وأرسل للقاضي الشافعي المفصول المحبي بن ظهيرة والكمالي بن أبي علي وزير الشريف بمكة فقرؤوا مراسيم (٢) الشريف وغيرها من الأوراق الواصلة معه وتكتّموها ثم أجهروا النداء بالأمان والاطمئنان حسبما رسم به ملك الأمراء أحمد باشا نائب الديار المصرية والسيد بركات وأنّ البلاد بلاد الخنكار سليمان شاه ابن عثمان. ثم أبطل النداء باسم باشا وأشيع قتل صاحبه العواني إبراهيم البرقماني (٣) ودفتر داره القاضي زاده العجمي، فخاط الناس في ذلك وماطوا، وكثرت القالات في سبب ذلك. ثم تحقق قتل أحمد باشا لعصيانه، ودُعي له على المنابر وضرب السكة باسمه نحو جمعتين في أوائل ربيع الثاني، وقيام شخص رومي كان في خدمته يقال له محمد بك ودخل معه إلى الحمام في سابع عشر الشهر فهرب منه إلى القلعة فتبعه مع جماعته الأروام إلى بَرّ الجيزة وضيّقوا عليه المسالك حتى ظفروا به فقبض عليه العرب وقتلوه في سابع عشريْ الشهر (٤). وأطلق الجماعة الذين حبسهم ظلمًا من أرباب الوظائف والتجار وغيرهم ممن جعل عليهم مالا جزيلًا يقال نحو أربعة وعشرين ومائة ألف دينار [٨٣ أ] منهم مدّبر المملكة الأمير جانم الحمزاوي وكان أكبر العالمِين بقتله، وهو المرسل بالقاصد إلى مكة وأخبر الشريف بركات بجملة من أخباره: منها أنه أظهر العصيان، وكاتب الصوفي شاه إسماعيل الخارجي، وسعى في خراب المملكة المصرية، وساعده الجراكسة في قتل الأروام المخالفين له في العصيان.


(١) بالأصل: أكرة، وهو خطأ صوّبناه، فإن وادي أكرى في جهة ينبع على طريق الحاج المصري، البلادي: معجم معالم الحجاز ١: ١٣١.
(٢) بالأصل: مسراسيم.
(٣) كذا بالأصل.
(٤) وردت أخبار أحمد باشا ونهايته في أخبار الدول للقرماني ص ٣١٨.