للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن الشريف محرم ابن أخيه السيد هزاع سعى عنده في ولاية إمْرة مكة عوضه وولد يحيى بن سبيع في إمْرة الينبع، وبذلوا له أموالًا جمَّة بقولهم يعجزون (١) عن أدائها وغير ذلك مما لم يتحقق. وقد ظهر للشريف الفرح بقتله وكفاية مؤونته، وكان ذلك من سعده.

وفي عصر تاريخه أرسل الشريف عرار إلى جدة عبدًا له في طلب نائبها فرحات الرومي مملوك أحمد باشا المقتول ليسمع مراسيم أستاذه، فاجتمع به في ثاني تاريخه.

وأشيع بمكة عدم موافقته في المجيء وقال: تأتيني مراسيمي إلى جدة. ولما سمع بقتل أستاذه شحن (٢) غرابا في البحر بأمتعته وعبث الأروام في السوق عند شراء القوت لسفرهم، وكانوا يظنون بطش جماعة الشريف بهم لأنّ حاكم جدة توجّه لهم مع جماعة الشريف فرماهم (٣) الأروام بالبندق وقُتل من جماعة الشريف اثنان ومن الأروام واحد، على ما يُقال، وأنّ الحاكم نادى لهم بالأمان فمكثوا في محلّهم ينتظرون صحة ذلك من جماعة الشريف.

وفي ظهر يوم الجمعة ثالث الشهر وصل عبد الشريف عرار إلى مكة وأخبره بأن نائب جدة لم يوافق على عوده إليه فتوجّه له بنفسه وصحب معه نائب جدة الأمير حسين الرومي المشدّ على عمارة عين مكة الآن فوصلا إلى وادي جدة ولاقاهما بها قاصد أخبرهما بطاعة نائب جدة وأنه مقيم بها، فرجع الأمير حسين منها لعين مكة وتوجّه الشريف عرار لجدة فواجه نائبها وأمره بالتوجّه لمكة ليسمع مرسوم الخنكار، فعاد معه ووصل لمكة في ليلة الثلاثاء سابع الشهر وسكن في المدرسة الباسطية بعد فراغه من الطواف. فلما دخلها قُدّم له قيد من حديد وقالوا له


(١) بالأصل: يعجزوا.
(٢) بالأصل: أشحن.
(٣) بالأصل: فأرماهم.