للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريف بركات رسم به فأجاب بالطاعة ووضعه في رجله بقية ليلته ويومه. ثم إنّ بعض مماليك الشريف ممن كان مترسما على نائب جدة مع الأروام تكلم في فَكّ القيد منه ويراجع الشريف في أمره، فَفُكّ عنه واستمر مرسّمًا عليه في محله.

وفي مغرب ليلة الأربعاء ثامن الشهر عقد القاضي عز الدين بن ظهيرة على ابنة ابن عمّه أم الحسين ابنة قاضي القضاة الجمالي أبي السعود بن ظهيرة طليقة أخيه القاضي جلال الدين بن ظهيرة، وكان في بيت ابن أخي الزوجة قاضي القضاة المحبي أحمد ابن القاضي بهاء الدين أحمد بن ظهيرة الشافعي، وباشر العقد قريبهما قاضي القضاة الحنبلي أبو (١) حامد ابن الشيخ عطية بن ظهيرة لغيبة الولي القريب أخي الزوجة القاضي بدر الدين بن ظهيرة لأن مذهب الشافعي إذا غاب الولي القريب يكون القاضي مقدّما على الولي البعيد، فعقد بهما على ثلاثمائة دينار مقبوض منها مائتان ومائة منها مقسّطة والمهر مائتا مثقال، ولم يحضر أقارب الزوجين بل ولا ولد الزوج، وأنكر فعل ذلك عليه، وكثرتْ قالات الناس فيه [٨٣ ب] لأخذه زوجة أخيه بسرعة لغرضه فيها وكونه طلّقها طلقة واحدة على عوض بذلتْه له لكراهتها فيه. ويقال إنها كانت مباطنة للزوج الثاني وأنه قال لها: مهما دفعتِه (٢) له أسَلِّمه لك، فظهر ذلك لزواجه بها (٣) بسرعة وبذله المبلغ المعين لها، فإنها وأمثالها لم يُدفع لهن (٤) ذلك وقت البكارة. ونسب زوجها الأول إليها قبائح، نعوذ بالله منها ونسأله الستر والسلامة.

وفي ثاني تاريخه شرعتْ الزوجة في عمل مُهمّ الزواج من المعمول وغيره لأجل الدخول في ليلة السبت حادي عشر الشهر، فقدّر الله تعالى وصول جماعة من القاهرة


(١) بالأصل: أبي.
(٢) بالأصل: دفعتيه.
(٣) بالأصل: لها.
(٤) بالأصل: لهم.