للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريف أبي نمي يجمعون له الجمال ليسافروا (١) عليها، فأخذوا شقادف الناس وهجموا بيوتهم مع كثير من الجمال والحمير من أهلها بعنف بحيث قلّ الواصل لمكة من الأقوات والحبوب، وبيع الرطل الرطب [٨٦ أ] بمحلقين صغار، وكذا العنب فإن هذا أوان وصوله من الوادي والحجاز.

وتكامل خروج العسكر من مكّة في يوم الثلاثاء ثالث عشر الشهر وخلا المسجد من سناجقهم الموضوعة فيه، فاطمأنّ أهل مكّة بعدهم وظهر الحب بحيث بيعت الربعية المصرية بخمسة محلقة صغار عن كبيرين ونصف صغير مع كثرة وجودها في السوق.

وأشيع بمكة أنّ القبطان سلمان أمير العساكر الرومية نادى بجدة أن تباع الربعية الحب بها بأربعة محلقة، وباع حبّا له فيها بهذا السعر أمام منزله للآكلين، ومنع أهل السوق من شراء حبّه وصاروا يبيعون بزيادة نصف محلق على سعره، وتباشر الناس بالرخاء والأمن.

واهتمّ القبطان بجهاز المراكب السلطانية التي كانت مقيمة بجدة ليسافر فيها بالعساكر مع المراكب الهندية، بل يقال إنه شحن بعض حوائجه فيها، ثم إنه نأى عن ذلك وأمر العسكر من الأروام بالعود إلى مكّة وذكر أنّ البحر عري عن إدخال مراكبه وضاق الوقت عن شحنها وسفره مع المراكب إلى الهند، فأرجف الناس بذلك واهتم له كل قاطن وسالك.

ثم في يوم الثلاثاء عشريْ الشهر وصل أول لمكة (٢) وهجموا بيوت التجّار وبعض بيوت الناس الكبار وأخرجوا أهلها خصوصا الحُرم وانتهكوا حرمة الحرم وتضرّر منهم الخاص والعام، والتجؤوا إلى ربّهم الملك العلّام.


(١) بالأصل: ليسافرون.
(٢) كذا وردت الجملة بالأصل.