للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان من لطفه بهم [أن] (١) وصل إليهم في يوم الأربعاء سابع الشهر الشيخ العارف بالله قدوة السالكين، ومغيث المسلمين، أبو علي محمد … (٢) المهاجر بن علي بن عبد الرحمن نزيل الحرمين الشريفين المدعو بابن عراق، نفع الله به المسلمين في جميع الآفاق، متقدما عن قافلة المدينة الشريفة ومعه ولده الثاني المدعو عبد النافع وقليل من جماعته. ويقال إنه وصل بإشارة من النبي وقال له: توجّه إلى مكّة لإصلاحها، وكان غائبًا عنها نحو خمسين سنة.

ثم في يوم الأحد حادي عشر الشهر وصلت قافلة المدينة الشريفة وفيها جماعة من أهلها وأعيانها كقاضيها الشافعي السيد عبد الله السمهودي وقاضيها المالكي جمال الدين محمد ابن القاضي محب الدين السخاوي وعيالهما وأخبروا بغلاء المدينة في الحب والسمن وقصدهم تعلّقهم في الصدقة الهندية المظفرية، فالله تعالى يلطف بالمسلمين ويرخّص أسعارهم، ويؤمنهم في أوطانهم.

وفي يوم الخميس خامس عشر الشهر وصل لمكة قاضي العسكر الرميلي كان واسع جلبي الرومي طلبًا للحج، وسكن في المدرسة الشرابية، وهرع الأعيان للسلام عليه وأظهر الزهادة والتقشف والعبادة.

وفي يوم السبت ثالث عشريْ الشهر كَثُر ضرر الأروام ومسكوا بعض العوام فاجتمعوا بالشيخ ابن عراق بالمسجد الحرام فجلس بزيادة دار الندوة ومحلّ ورده في أوقات الصلوات الخمس وطلب قاضي العسكر الرميلي كان واسع جلبي الرومي وقضاة مكّة الأربعة ما عدا الحنفي [٨٦ ب] وجماعة من الأعيان وحضر خلق كثير من الأعيان وشكوا أمرهم العام، فجمع لهم الشيخ رؤساء العسكر وتكلم عليهم


(١) إضافة تتطلبها الجملة.
(٢) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.