وعدّتها ستة، وعاد بعض التجار مع غلو كراء الجمال كل حمْل بخمسة أشرفية، فلذلك ارتفع سعر الحب فبيعت الربعية اللقيمية بمحلقة كبار أربعة عن عشرة صغار وبعضها بتسعة، وكذلك الدخن والمصرية بثمانية صغار والذرة بسبعة صغار والشعير بستة صغار.
ثم في يوم الخميس سادس الشهر وصلت أوراق من جدة للحناطين بمكة أن الحب نزل بجدة كل ربعية مصرية بستة محلقة صغار، وذلك لوصول جلاب من اليمن والقصير فنزل السعر قليلًا بمكة، فالله تعالى يحقق ذلك ويرخّص أسعار المسلمين.
وفي هذه الجمعة قَلّ الرطب وبيع كل رطل بمحلقين صغار والرطل اللبانة اليابسة بكبير عن محلقين صغار ونصف، والرطل العنب بمحلق ونصف والرطل الضاني بمحلق كبير والماعز والجملي بصغيرين، أرخص الله الأسعار على المسلمين، بجاه سيّد المرسلين.
وفي يوم الثلاثاء رابع الشهر جاء الخبر من جدة للأمير خير الدين الرومي أنّ القبطان سلمان ما وافق على سفر العسكر من مكّة وعودهم الجدة، فتشوّش من ذلك وأرسل لسيدي الشيخ علي (١) بن عراق يتألّف خاطره ويتبرّأ من مخالفة ما وقع الوفاق عليه، فقال الشيخ: أهاجرُ من مكّة ولا أحج في هذا العام، لضرر الخاص والعام، فأرسل الأمير خير الدين إلى صاحب مكّة السيد أبي نمي الحسني ابن أخي يعقوب الراشدي ومعه جماعة من الأروام يخبره بجواب القبطان سلمان ويُظهر له التبرّي من مخالفته ويطلب جِمالا لحمل حصل له من جدة لمكة مع أفراس لحفظه.
فيقال إن الشريف أبا نمي لما وصلوا إليه وأخبروه بذلك أظهر الغيظ عليهم وقال: لا يجيء أحد منكم، وأما النوتي سلمان فأقطع رأسه، ورضا الخنكار عليّ،