وتكلم في نائب جدة قال: ذلك خائن يحلف باطلا وليس عندي خيل ولا جمال، فإني لست غلاما لهم وبيني وبينهم الحرب ويتأهبوا لذلك، فصار ابن أخي يعقوب أحد رؤساء العسكر يترضى الشريف أبا نمي بالقول والسلام عليه حتى سكن ما عنده ووعده بالإصلاح بينهم، فالله تعالى يقدّر للمسلمين كل خير، ويدفع عنهم كل شر وضير.
وفي يوم الجمعة سابع الشهر طلب نائب جدة والقبطان سلمان الأمين خير الدين لجدة فسافر في عصر يومه ويقال للصلح بينهم وبين الشريف، فالله تعالى يحقق ذلك.
وفي ضحى يوم تاريخه نادى منادي الشريف في شوارع مكّة أن لا يتوجّه أحد من الناس إلى سبْتِ منى للخوف في طريقها فامتنع الناس من ذلك.
وفي ليلة السبت ثاني تاريخه وصلت لمكة من المدينة الشريفة [قافلة](١) وفيها جماعة من أهلها وكبيرها الخواجا عبد القادر بن محمد بن عيسى القاري وأخبروا برخاء المدينة عما كانت عليه الأسعار قليلًا مع مطرها.
وفي يوم تاريخه وصل لمكة أيضًا جماعة من عسكر الأروام يقال نحو مائة نفس بسنجقين [٨٨ أ] فوضعوا في المسجد الحرام لتكملة ستة عشر سنجقًا وسكن بعضهم في بيوت الناس الخالية وبعضهم في المسجد الحرام.
وأشيع أنه وصل لجدة بعض جلاب فيها عسكر أيضًا يقال نحو ثلاثمائة نفس وبقي مثلهم تكملة الألفين، فالله تعالى يعطي الناس خيرهم، ويدفع عنهم شرّهم.
وفي يوم الإثنين عاشر الشهر وصل لمكة حمل نائب جدة العلائي علي الرومي ويقال فيه متحصّل مال جدة للخنكار، وبلغ عدّته مائتي ألف وثمانين ألف دينار، وذلك جميع ما هو للسلطان والشريف صاحب مكّة ورسوم عسكره والزوامل