للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريف باز بن فارس بن شامان الحسيني ابن عمته خزيمة وأمرهم بالقبض عليهم والفتك بهم، فقال له الشريف باز: أنا حسيني غريب عنكم، فقال له الشريف أبو نمي: أنت مشير لا قاتل، فتوجّهوا إلى جهة عسفان فلم يجدوا أحدا سبقهم إليها فعادوا إلى طرف البرقاء (١) فرأوا خيلهم بها، فلما أحسوا بهم [٨٩ ب] ولّوْا منهزمين إلى جهة الخيف والطلب في أثرهم، فلما رآهم (٢) أهل الخيف مقبلين عليهم خافوا من طلب الشريف أبي نمي لهم بعسكره، فلما تحققوا قلّة الفزع أمنوهم ودخلوا بهم إلى بلدهم وعاد الشريف ثقبة إلى أخيه وأخبره بخبرهم فأرسل إليهم وإلى الأشراف يطلب منهم خيوله ودروعه التي تحت أيديهم من جهته وجهة أبيه، فجاءه جماعة من أكابر الشرف منهم عرار بن شقيق و … (٣) من فعل عمومته وأنه لا يرضيهم ذلك وحلفوا له على الطاعة ومشوا في الصلح بينهم، فالله تعالى يقدر خيرًا ويصلح خيرًا.

وفي صبح يوم الثلاثاء ثامن عشر الشهر ركب الأمين مصلح الدين الرومي ونائب جدة علي الشاووش وأمامهم محتسب مكّة النوري المصري وبعض مقدمي الأروام وداروا على بيوت العسكر بمكة وأمروهم باجتماع كل مائة نفس أو خمسين نفسا في بيت، وأمروهم بإعطاء كراء كل منزل لأصحابه، ومَن لا يكون (٤) معه نفقة يعطى له من مال الخنكار، فشكر الناس من فعلهم هذا وتضرر بعض أهل المنازل من اجتماعهم وكثرتهم في كل منزل خوفا على خرابه، خصوصا وليس لهم دربة ولا شفقة على المنازل وأهلها، وانتقل بقية الأروام الساكنين في المسجد إلى البيوت على هذا الشرط، ولله الأمر من قبل ومن بعد.


(١) البرقاء، ياقوت: معجم البلدان ١: ٣٨٦.
(٢) بالأصل: رأوهم.
(٣) بياض بمقدار ثلاث كلمات بالأصل.
(٤) بالأصل: يكن.