للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العرب بالقرب من مكّة وقطعوا … (١) حتى سقط إلى الأرض فسطا العرب عليها بالسيوف وأثخنوا جراحاتهما مع جماعة من خدمهما وأخذوا لهما بعض الأمتعة وتركوا الغالب فدخلوا مكّة مجرحين، وعلى أنفسهم خائفين، فأقام الشيخ علي في منزله إلى ضحوة النهار ثم مات، وجهّز في يومه وصلّي عليه عصر تاريخه ومعه جماعة من التجار والأعيان ودفن بالمعلاة. وتوفي بعده شاه محمد قوام أيضا، رحمهما الله تعالى، وخلَّف ابنة صغيرة وأخا كبيرا، وضبط نائب جدة تركته مع سابق عداوة بينهما، وما عُلم قاتله، وأثنى الناس عليه خيرًا، رحمه الله تعالى.

وفي ليلة الإثنين ثاني تاريخه وصل لمكة الأمير خير الدين الرومي ومعه جماعة من الأروام.

وأشيع أنّ الشريفين (٢) أبا الغيث ورميثة عمّيْ (٣) الشريف أبي نمي توجّها إلى جدة لمواجهة القبطان سلمان وأقاما بظاهرها عند الصهاريج وأرسلا له قاصدا يخبرانه (٤) بوصولهما مخالفين لابن أخيهما أمير مكّة السيد أبي نمي وقصداه بمددهما، فامتنع من مواجهتهما وعدم إرسال أحد من جهته لهما، وقال لرسولهما: أنا جندي من تحت الأمر مثلهما وأخاف من سطوة الخنكار.

فلما علما منه ذلك توجّها إلى جهة الخيف ونزلا عند أهله الأشراف من بني حسن فوجدا عسكر الشريف أبي نمي مقيمًا في المرابط، فخرجا من الخيف في أربعة أفراس متوجّهين إلى ينبع، فبلغ الشريف أبا نمي (٥) خبرهم فأرسل في طلبهم أخاه الشريف ثقبة في ثلاثة عشر فرسا وبعض ركاب عليها جماعة من عبيده وصحبتهم


(١) كلمتان غير مقروءتين بالأصل.
(٢) بالأصل: الشريفان.
(٣) بالأصل: عمّا.
(٤) بالأصل: يخبراه.
(٥) بالأصل: أبي نمي.