للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأشيع أنّ الشريف أبا نمي أرسل الشريف عرار بن عجل النموي في خمسين فارسا لطلب عمومته الهاربين منه إلى الخيف ثم أردفه بصهره بساط بن عنقا بثلاثين فارسا [٨٩ أ] ثم بأخيه ثقبة في مائة فارس ثم توجّه بفريقه إلى جهة مشرعة الجموم (١) ويقال إنّ الخيل نزلت هالة الخيف (٢) على نية الإصلاح بين الشريف وعمومته، فأصلح بينهم القائد جوهر بالحسنة.

وفي ليلة الأحد سادس عشر الشهر وصل إلى مكّة الخبر بوصول قاصد صاحب مكّة السيد أبي نمي محمد بن بركات الحسني وهو السيد جمال الدين محمد ابن عبد الكريم بن عبد الله السمهودي المدني من الروم مراسيم وخلع من الأبواب الخنكارية المظفرية العثمانية باستمراره على ولاية مكّة عقب وفاة والده. وكان وصل إلى القاهرة من البر ثم توجّه إلى الطور وركب البحر المالح وعاد فيه إلى بندر ينبع وركب منه في البر إلى جهة الشريف فواجهه نازلا (٣) على مشرعة وادي الجموم أحد أودية مر وذلك لمحاصرة عمومته المخالفين عليه مع أولادهم المتوجّهين إلى وادي الخيف، فأرسل نائب الحاكم بها وابن أخته القائد مرشد الحريري وأمره بزينة مكّة سبعة أيام ولعب الحمام على العادة أمام منزل الشريف بأجياد. فنودي بالزينة ضحوة يوم تاريخه ولعب الحمام في عصره أهل مكّة العوام وغريب الدار، وفرح الناس بذلك، وأمن القاطن والسالك.

وكان اتفق في ليلة تاريخه وصول قافلة من جدة فيها الخواجا الشيخ علي القيلاني وعديله شاه محمد قوام ومعهما عدول قماش، فخرج عليهم جماعة من


(١) الجموم: جار الله بن فهد: حسن القرى بأودية أم القرى، مجلة العرب (رمضان - شوال، سنة ١٤٠٣ هـ) ص ١٩٧ - ٢٠٣.
(٢) هالة الخيف: لعل المقصود خيف بني شديد الذي سكنه الأشراف ذوو راجح. جار الله بن فهد القرى، مجلة العرب (رمضان - شوال سنة ١٤٠٣ هـ) ص ٢٠٧.
(٣) بالأصل: نازل.