للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحبها الشريف أبي نمي إلى نائب جدة العلائي علي الشاووش، أولها يقال إخباره بوصول قاصده الشريف محمد السمهودي المدني من الروم بإنعام الخنكار عليه بإمرة مكّة وأعمالها على جاري عادته وخلعة ومراسيم، ومشورته في دخول مكّة لقراءة مراسيمه ولبس خلعته، وأنّ العسكر من الأروام يتوجّهون إلى وادي منى خوفا من حصول فتنة بينهم وبين عسكر بني حسن، أو يتوجّه له للوادي لسماع مراسيمه.

وثانيها خبره بهروب عمومته عنه ليلة تاريخه بعضهم إلى جهة وادي الخيف وأولاد الشريف حميضة ورميح ابن عمه شرف الدين ومحمد ابن عمه قايتباي، وكانوا أظهروا له التوجّه لأجل مقام لزواج بنت صهره الشريف بساط بن عنقا بالخيف، وأرسل معهم أخاه الشريف ثقبة ليلصق عليها، فعلم (١) بتوجّه الأولين إلى جدة فتشوش من ذلك وقال لنائب جدة: إن كان فعلهم عن مباطنة منك أو من القبطان سلمان فعرّفني بذلك، فأرسل له بالجوابين أن البلاد بلاده وحلف له أن ليس له علم بفعل عمومته وظهر من جوهر المغربي آراء سديدة في تسكين فتنة أعمام الشريف وأغدق عليهم.

ثم في ظهر تاريخه جاءه قاصد ثالث من مماليك الشريف يخبره بوصول عبد قاصده مسلّم البدوي من مصر وأنه فارق الحاج من العقبة وهم بخير، وأن معه مراسيم من ملك الأمراء بمصر سليمان الخصي أحدها للشريف بولاية مكّة على عادته، وثانيها لنائب جدة يأمره بموافقة الشريف أبي نمي وعدم مخالفته ومشاورته في تصرفاته فإنه بلغه مخالفته، وأنه أمر قاصديه الجمالي محمد بن مدهش وأحمد بن نصر بالتوجّه إلى الروم للأبواب الخنكارية ويتكلمان (٢) في أمر بندر جدة، فالله تعالى يطمئن المسلمين ويصلح أحوالهم.


(١) بالأصل: فعميم.
(٢) بالأصل: ويتكلما.