للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصل صحبته محتسب مكّة الحاج علي بن عبيد المغربي، وكان في فريق الشريف توجّه إليه خوفا من الأروام، فأظهر همة عند وصول بالندي (١) ورخّص الأسعار، فوافق وصول قافلة من بجيلة فيها حب لقيمية فبيعت كل ربعية منها بسبعة محلقة ونصف عن ثلاثة كبار والمصرية بسبعة بنقص نصف محلق والدخن مثلها والذرة دونها.

وأشيع أنّ القبطان سلمان بلغه بجدة أن الشريف قبض على نائبها ونهب العرب [٨٨ ب] مال الخنكار فحصّن جدة بالمدافع وغلق سورها ومسك أولاد حاكم جدة عبد الشريف صاحب مكّة وأراد إحداث أمر فيهم فقال له الأمير خير الدين: لا تفعل شيئًا فإن الشريف عاقل ولا يصدر منه تشويش، ثم ظهر لهم سلامة وإكرام نائب جدة، فنُودي في البلد بالأمان والاطمئنان وأن البلاد للشريف أبي نمي وأطلق أولاد الحاكم، فالله تعالى يسلم المسلمين، ويخمد الفتن عن جيران بلد الله الأمين.

وفي نصف ليلة الأربعاء ثاني عشر الشهر ماتت ابنتي المولودة في سنة تاريخه أم الخير سيّدة الجميع المدعوة محسنة (٢) وعمرها سبعة أشهر، فجهّزتها في صبح تاريخه وصلّى عليها قاضي الشافعية المحبي بن ظهيرة عقب قراءة سورة الأنعام بالحطيم عند باب الكعبة وشيّعها جماعة من القضاة والفقهاء وغيرهم ودفنت على أخواتها بتربة سلفنا بالحجون من المعلاة، وحزنتُ عليها وأمها كثيرا لكونها ثاني ابنة توفيت لنا في هذا العام، فالله تعالى يجعل قراها الجنة ويعوضنا فيها عوض خير بذَكَر صالح إن شاء الله تعالى.

وفي صبح يوم الجمعة رابع عشر الشهر وصلت إلى مكّة عدّة رسل من


(١) كذا بالأصل.
(٢) بالأصل: محسنة المدعوة.