النمط الثاني: كتابة تهتمّ بجمع تراجم علماء مكة ومشاهيرها. وضع الفاسي فيها كتابه "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" وقال في أوله إنه جمع "تراجم الأعيان من أهل مكة وغيرهم ممن سكنها مدة سنين أو مات بها، وتراجم ولاة مكة وقضاتها وخطبائها وأيمتها .... وغيرهم ممن وسع أو عمّر المسجد الحرام والأماكن الشريفة .... أو ممن عمل من المآثر الحسنة الكائنة بمكة"(١).
النمط الثالث: وضع الفاسي كتُبا يؤرخ فيها لولاة مكة وحكامها في مختلف العصور، فألّف كتاب "ولاة مكة في الجاهلية والإسلام" ثم اختصره في كتاب "تجريد ولاة مكة".
وجاء بعده تلميذه المحدث الحافظ نجم الدين عمر بن محمد بن فهد المكي الهاشمي (ت ٨٨٥ هـ / ١٤٨٠ م) الذي ألّف أكثر من أربعين كتابا في التاريخ ومتعلقاته وخصّص عددا هاما منها لمكة وأهلها.
فقد ألّف أول كتاب عرفناه في تاريخ مكة على منهج الحوليات إذْ وضع كتابه "إتحاف الورى، بأخبار أم القرى" على غرار الكتب الكبيرة من الحوليات العامة مثل تواريخ الطبري وابن الأثير والذهبي وابن كثير وغيرهم. فقد أخذ منهجهم الذي طبقوه على التاريخ الإسلامي العام وخصصه هو لتاريخ مكة بداية من السنة الأولى للهجرة إلى سنة وفاته وهي ٨٨٥ هـ وبذلك كان الكتاب رائدا في هذا الفن.
واهتم النجم بتراجم أهل مكة فوضع كتابه "الدر الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" أكمل فيه ما فات شيخه التقي الفاسي في كتابه "العقد الثمين" من المكيين الذين لم يترجمهم أو من ظهروا بعد وفاة الفاسي ممن عرفهم المؤلف وعاصرهم.
واعتنى النجم أيضا بالتعريف بالعوائل المكية الشهيرة بالعلم والفضل، فألف