للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخبر بوصول قاصد صاحب [مكّة] (١) السيد الشريف أبي نمي الحسني وهو الشيخ مسلم البدوي وتعشى عنده خارج مكّة أمس تاريخه، وذكر له أنّ قُصّاد الشريف المتوجّهين إلى بلاد الروم كالجمالي محمد بن مدهش والشهابي أحمد بن نصر وصلا إلى القاهرة ومعهما خلَع ومراسيم الشريف بالإنعام عليه بِرَد بندر جدة وتطييب خاطره فيما مضى، وزُيّنتْ مصر لهم. وأن ملك التجار السيد علاء الدين لم يدخل الروم لتعويقه في الطريق، وكان السبب في قضاء حوائج القضاة أمير الحاج سنان الكيخيا، فإنه بالغ في مدح الشريف وأخبر السلطان بأن البلاد ما تصلح ولا تعمر (٢) ويأمن الحاج إلّا بولايته، جزاه الله خيرا.

وذكر القاصد أنّ معه مراسيم بولاية القاضي بديع الزمان بن الضياء الحنفي لقضاء الحنفية بمكة.

وأشيع معها قضاء جدة وعزل أحمد بن ناصر منها وعبد الرحمن بن زبرق من مكّة مع أخذه منه لنظر قلنسار (٣) وكان توجّه للروم وتولية القاضي تاج الدين بن يعقوب المالكي لقضاء المالكية بمكة عوض القاضي شرف الدين أبي القاسم الأنصاري بسعاية صهره الخواجا أبي البقاء السكري.

وتوجّه القاصد للشريف في بلاد الليث من جهة اليمن وأخبر الحاكم بذلك، وأمر بزينة مكّة سبعة أيام أولها يوم السبت فتباشر الناس بهذه الأخبار، وأمنوا من الأكدار، فعرض أهل مكّة من السوقة بعد صلاة العصر من أعلى مكّة إلى جهة منزل الشريف بأجياد الكبير، ودقت (٤) النقارة أمامه سبعة أيام وزينت الأسواق وبعض بيوت التجار فسُرّوا بها وابتهجوا برؤيتها، ولله الحمد.


(١) كلمة سقطت من الأصل أضفناها لإكمال المعنى.
(٢) بالأصل: ما يصلح ولا يعمر.
(٣) قلنسار: كذا وردت الكلمة بالأصل، ولم أجد لها توضيحا لما بين يدي من المصادر.
(٤) بالأصل: ودقة.