للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عشاء ليلة الأربعاء سابع الشهر وصل لمكة نعْي القائد محمد بن بلال السحرتي مقدم صاحب مكّة السيد الشريف أبي نمي، واختلف في خبره فيُقال إنّ سيده بلغه أنه حالف جماعة على قتله فتوجّه إلى منزله بنفسه وطلبه إليه فلما جاءه أمر بضربه (١) ضربا مؤلما وباشر ذلك بروحه (٢) حتى أتلفه وحمل إلى منزله عند زوجته قندولة ابنة شافة زوجة الخواجا عبد القادر القاري الدمشقي. . . . (٣) فأفصل (٤) من وقته ودفن في محله وجاء الخبر بذلك لأم زوجته فنعته في منزله بأجياد ويقال بأمر من سيّده وإلّا ما يمكن من ذلك. فلله الأمر من قبل ومن بعد.

ويقال: إنّ الشريف لما بلغه مخالفة المذكور مع جماعة أمر بدق النقّارة وأشاع وصول خبر قضاة من الروم بالإنعام عليه بِرَدّ بندر جدة وغيرها فكان الفال موكّلا بمنطقه، فوصل إليه في ساعة دقها قاصده مسلم البدوي وجاءه بمراسيم من نائب الديار المصرية الكافلي سليمان الخصي، ومضمونها وصول قاصديْه من الروم وهما الجمالي محمد بن مدهش والنوري علي بن محمد بن نصر الحسنيان وأنّ الخنكار أنعم عليه برد بندر جدة وفوّض أمر الحجاز إليه وغير ذلك مما يأتي ذكره في المراسيم وأوراق القضاة، فسُرّ بذلك وجميع القصّاد الذين (٥) في الفريق ومكة وغيرهما، وأنعم على القاصد بخِلَع وإنعامات وأقام نحو جمعة. وصحَّ قضاء مكّة للمتوليين لغيبته (٦) وتوقف قضاة المالكية عن الحكم وباشرها الحنفي ابن زبرق جرْيا على قاعدة مذهبه حتى يصل المنشور.


(١) بالأصل: بضره.
(٢) كذا بالأصل، أي بنفسه.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٤) كذا بالأصل.
(٥) بالأصل: الذي.
(٦) وردت الكلمة بالأصل غير واضحة.