للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاضي ابن زبرق قال له: أنت خائن السلطان في ماله وتفسد العسكر، فأنكر القول الأول واعترف بالثاني، فقال له النائب: تقيم عليه بيّنة بذلك، فعجز عنها فوضعه في مخزن عنده إلى قرب الظهر حتى شفع فيه جماعة وخرج والكبار والصغار يتبعونه ويضحكون منه وغير ذلك من خفة عقله وعدم تدبيره، فلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم، [والجنون فنون] (١).

وفي ظهر يوم الإثنين سادس عشريْ الشهر فُرّقتْ صدقة العامة من الحب وشرعوا في تفرقة الفقهاء وأعطيَ لكل فقيه ستة رباعي كالعام الماضي وفرغ الحب في ظهر ثاني تاريخه وبقي كثير من الناس لم يأخذ شيئا، وكثر الإشلاء على الحاضرين بالسب والدعاء واعتُذِر عنهم بنقص الحب نحو عشرين إردبا أخذ منه قاضي القضاة قاضي جدة ابن ناصر ثلاثة والحاكم بها اثنين والمباشرون (٢) عوّقوا خمسة أرادب، وزيد لقضاة مكّة المتولين والمعزولين والمباشرين والمشدّين بقية ذلك، والله أعلم بحقيقة الحال، [وأكثر ذلك في بطون المباشرين، والله أعلم] (٣).

وفي عصر يوم الخميس تاسع عشريْ الشهر طلع قاضي القضاة الشافعي وبقية القضاة والأعيان وغيرهم إلى علو جبل أبي قبيس لرؤية هلال رمضان على العادة فوقع في المسجد الحرام خصام بين الخطيبيْن، وذلك أنّ الخطيب وجيه الدين عبد الرحمن النويري لما قدم للمشي مع القاضي الشافعي على العادة وجد القاضي المالكي ماشيًا وبجانبه خصمه الخطيب المحيوي العراقي فأراد أن يجلس بينهما فدفعه واستقرّ مكانه، فأنكر ذلك الشيخ عفيف الدين عبد الله الحرازي فوقع بينه وبين العراقي كلام كان من جهة الأول أكثر ومن جهة الثاني. . . . (٤) لدناءته وعدم رئاسته، فلله


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) بالأصل: المباشرين.
(٣) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل.