للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصلح بينهما بقيام الشهاب البخاري إلى ابن زبرق وسلّم عليه فصحّ ما قيل في المثل "أثخن الجرح، وفي الآخر الصلح".

وفي هذا المجلس حصل لابن زبرق نوع ظفر لكن ما استقام الحاصل بالمحصول. وانفض المجلس على مكاتبة الشريف في أمر الخصمين وتركهما حتى يرد جوابه، فبلغني أنّ كلا منهما باشر الحكم ثاني تاريخه وأيضا كالحضور في تفرقة الحب، وأرسل ثاني تاريخه للقاضي ابن زبرق بإردب حب بواسطة الوزير كمال الدين أبي الفضل بن علي فقنع به وسكت.

ثم إنّ القاضي عبد الرحمن بن زبرق توجّه بنفسه لملاقاة صاحب مكّة السيد الشريف أبي نمي وذلك في ليلة السبت رابع عشريْ الشهر، فلاقاه بفريقه خارج بندر جدة، فإنه كان قد قدم إليه في هذه الجمعة من جهة اليمن، فأخبره بقضيته وكان في المجلس جماعة معارضون (١) في إخباره وأنكروا عليه جميع أفعاله، فصار الشريف يضحك عليه ولا يردّ له جوابا، فقال للشريف: آتيك وأنا مكسور وما تجبرني؟ فقال له: ما أفعل معك؟ فقال: تأمرني بالحكم حتى يقدم خصمي، فقال له: كيف آمرك بالحكم وقد جاء الخبر بعزلك، لكنك اصبرْ حتى يأتي قاصدنا من مصر ويتحقق خبرك.

فقام من عند الشريف وتوجّه إلى جدة وعمل له خصامًا بها مع الأمين على العمارة الخنكارية بمكة الزيني مصطفى الرومي وادعى عليه عند القاضي الشافعي المحبي بن ظهيرة وكان قدمها في أول شهر رمضان بطلب الشريف له لزواج (٢) وزواج أخته حماطة بولديْ الشريف عرار بن عجل فامتنع القاضي من الدخول بينهما فتوجّها إلى نائب أمير جدة الزيني حمزة الرومي وادعى مصطفى أنّ


(١) بالأصل: عارضون.
(٢) كذا بالأصل.