للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوم الخميس، وأنكر عليه ذلك وقال له: الجمعة أولها السبت، فحوّل الكلام على عادته وقال: العبرة بالمواكب وهي ثلاثة خطبة عيد الفطر وخطبة التروية وخطبة يوم عرفة، فقال: يُكشف التاريخ على ذلك. فأرسل لي القاضي الشافعي فاعتذرتُ له في الاشتغال في شهر الصوم عن الكشف عن ذلك وأنّ العراقي لا يحملني على النصح لعداوة بيننا وعدم انقياده للحق ورفيقه أحمد البخاري أولى بذلك لتعلّقه بالتاريخ. فلازمني مع عدة للكشف عن ذلك، فرأيْت في تاريخ جدي المسمى "إتحاف الورى بأخبار أم القرى" (١) في حوادث سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة (٢) "أن في صبح يوم الثلاثاء الثامن عشر من ذي القعدة دخل مكّة نائب جدة الأمير جان بك فاجتمع مع القضاة والأعيان وقُرئ مرسوم للخطيبين أبي القاسم وأبي الفضل النويريين بالخطابة عن القاضي أبي اليمن النويري وباشر الخطيب أبو القاسم بن أبي الفضل النويري وظيفة الخطابة من يوم الجمعة حادي عشريْ القعدة. ثم في عصر اليوم الأول من ذي الحجة قُرئ مرسومهما أيضًا. وفيها خطب الخطيب أبو الفضل بمسجد الخيف بمنى يوم النحر ويوم النفر الأول أيضًا" انتهى (٣).

فعُلم من هذه الأخبار أن الجمعة الأولى كانت لأخيه الخطيب أبي القاسم فباشر فيها نصف الخطابة والجمعة الثانية وهي ثامن عشريْ القعدة للخطيب أبي الفضل، والجمعة الثالثة وهي سادس ذي الحجة كانت للخطيب أبي القاسم، والجمعة الرابعة للخطيب أبي الفضل، وأولها يوم السبت وفيه خطبة السابع وفي ثالثها يوم الإثنين كانت الوقفة وخطبة ظهر عرفة، وأحدث في جمعته خطبتين يوم النحر ويوم النفر الأول. وأحيى هذه السنة المتروكة من دهر قديم، كما ذكره جدي


(١) هو من تأليف حد المؤلف عمر بن محمد بن فهد. طبع في أربعة أجزاء مع جزء من الفهارس.
(٢) بالأصل: وتسعمائة، وهو خطأ واضح.
(٣) النقل بتصرف من إتحاف الورى للنجم بن فهد ٤: ٢٧٩.