للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في حوادث سنة. . . . (١) وهي من بعد القاضي شهاب الدين بن ظهيرة، ثم باشر في آخر الجمعة الخطبة بمكة وهي ثالث عشريْ ذي الحجة وباشر الخطيب أبو الفضل في جمعته خمس خطب كما هو مفهوم من المباشرة لكل من الآخرين في التاريخ المذكور.

ومع هذا لم يلتفت العراقي المتعدي على صاحب الخطابة من أبيه وأجداده نحو مائة وسبعين سنة فعزم المشار إليه لمواجهة صاحب مكّة السيد الشريف أبي نمي بن محمد بن بركات الحسني إلى جهة جدة في عشاء ليلة الإثنين عاشر الشهر، فسمع خصمه المحيوي العراقي فعزم من نصف الليل على بغل ورفيقه الشرفي يحيى بن عمر الذروي ومعه هدية لجماعة الشريف يقال نقد وقماش وسكر لمساعدته على خصمه، فاللَّه تعالى يخذله وينتقم منه ويأخذه من مأمنه، فاجتمع الخصمان في فريق الشريف صبح يوم الثلاثاء ثاني تاريخه وترك العراقي عند وزير الشريف القائد مفتاح المغربي والخطيب عبد الرحمن في خيمة قريب منزل الشريف أبي نمي وواجهه عند ركوبه للتوجّه لتهنئة زواج بعض أقاربه وقدم له قصة بشرح حاله فأخذها وركب ولم يجتمع به وبخصمه في يوم تاريخه، وقدّم العراقي هديته وتوجّه إلى جدة وعاد للفريق في صبح يوم الأربعاء ثاني تاريخه.

واجتمع كل من الخصمين بالشريف أبي نمي بحضرة جماعة من إخوانه وأكابر بني حسن كالشريف عرار بن عجل وغيره، فجلس كل واحد من الخطيبين في جهة وخاطب الشريف الخطيب عبد الرحمن بخطاب التعظيم بمولانا وخصمه بمحيي الدين، ثم إنّ بعض الحاضرين خاطبه بالشيخ فصار يذكرها له. وذكر الخطيب عبد الرحمن للشريف أنّ جماعة من أهل مكّة يصلون في جمعة العراقي ظهرا لعدم صحتها فبهت الشريف فيه، وتكلم العراقي بكلام لم يلتفت إليه كعادته في


(١) لم تذكر السنة في الأصل.