للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثرة الكلام وادعى أن خطبة العيد في جمعته وأولها الجمعة وآخرها الخميس، فما وافقه أحد من الحاضرين على أنّ أول الجمعة أخرها بل أولها السبت، فالتفت وقال: المواكب ثلاثة العيد والتروية ويوم عرفة، فقال الشريف أبو نمي: أيّ المواكب أعظم؟ فقالوا له العيد ويقابلها يوم التروية، فأمر الشريف بالقرعة بينهما وذلك بعمودين وخاتمين للشريف أبي نمي وعرار، فطلعت خطبة العيد للعراقي والتروية للخطيب عبد الرحمن وأضيف إليه يوم عرفة لكونه يوم جمعة وهي له.

وبلغ العراقي مقصوده في تحقيق خطبة العيد، وسأله الشريف عرار: إيش يتحصّل لك من خطبة العيد؟ فقال: صفاعة الذقن وخسارة الفلوس. وقد صدق في ذلك وهو كذوب لكن مثله يتعاظم بمباشرتها للتشبّه بالرؤساء لكونه وقد أزرى هذا المنصب بولايته له، فلا قوة إلّا باللَّه، ويعَدّ ذلك من علامات الساعة، فلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

ثم عاد الخطيبان (١) إلى مكّة فوصلها المحيوي العراقي مع مغرب ليلة الجمعة رابع عشر الشهر وفي أثناء الليل وصل الخطيب عبد الرحمن وصار كل واحد منهما ينبئ عن الشريف أبي نمي، والعراقي يعظّم نفسه كثيرًا وادعى أنّ له خطبة العيد مع خطبة يوم عرفة والخطيب عبد الرحمن يكذبه في الثانية، فالله تعالى ينتقم منه ويريح المسلمين من تأذيته وسفالته.

وأشيع بوصول الخبر إلى فريق الشريف بموت شيخ الحرم النبوي الأمير حاتم الأشرفي الجاركسي والآغا إيدين الرومي، ويقال إنهما مسمومان لأن أولهما تحتْحَتَ ذقنُه. وكان عمل لهما مع جماعة غيرهما من الأكابر وليمة في الحديقة الشمسية الآغا عنبر الخصي عتيق الأمير شاهين الجمالي، وهو مشهور بقتل جماعة بذلك وكانا يحترزان فأوقعتْهما قدرة الله تعالى، وهو أعلم بحقيقة الحال، وإليه المشتكى والمآل.


(١) بالأصل: الخطيبين.