للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطاف والمقامات على العادة.

وفي يوم الأربعاء سادس (١) عشر الشهر وصل لمكة جماعة فريق صاحب مكّة السيد الشريف أبي نمي الحسني وأخبروا بوصوله وأنّ أخاه الشريف ثقبة توجّه إلى وادي الخيف لزواج ابن عمه الشريف محمد بن أبي الغيث بن محمد بن بركات ومعه لصق أخيه، وكان طلبه عمه للتوجّه بنفسه للحضور في الزواج فامتنع من ذلك.

ووصل لمكة في ضحى يوم الخميس ثاني تاريخه وتوجّه الأكابر وأرباب الوظائف للسلام عليه وتتابع بقية عسكره للوصول لمكة خلفه. فغلا الماء وبعض الأقوات [لاستيلاء عبيد الشريف] (٢).

وفي يوم الجمعة ثامن عشر الشهر طلع الشريف أبو نمي إلى المعلاة لزيارة والده وركب معه جماعة من عسكره وغيرهم من الأروام منهم الزيني مصطفى مشدّ العين والعمائر الخنكارية، فتكلم العامة قدّام الشريف لفتح فقير العين الذي بسوق المعلاة ليتّسع الناس في وصول الماء ويرخص سعره. فأمر الشريف بفتحه ففتح من ساعته ولم يظهر لفتحه نتيجة لأنّ العين ضعيفة لعدم الأمطار في هذا العام، وكثر كلام العامة في أمر المشدّ فتوجّه إلى الشريف وعرّفه بالأمور وكثرة كلام العامة في أمره وأنه كثير المحبة له.

وكان السبب في منع الإنقشارية المقيمين عنده بمكة مراعاة لخاطر صاحبها، فأصغى له الشريف وأمر مناديا له بالرضا عنه، وأنّ أمر العين له ولا يعارَض في أمرها، فسكن الكلام.

وفي ليلة الثلاثاء ثاني عشريْ الشهر حرق رباط القاضي زين الدين أبي بكر بن مزهر المجاور للصفا والمتكلم عليه الشيخ أيوب الأزهري وأولاده من


(١) بالأصل: ساس.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.