بعده. وكان السبب في حرقه أنّ شخصا طبخ فيه وترك بقية النار بجانب خشب في الدهليز فتعلّقت به وأكلته مع سقف المكان وجميع الخلاوي العلوية مع الربع فوقها. وعجز الناس عن إطفائها واستمرت إلى الصباح، ووجد في بعض الخلاوي بهار هندي وقماش وغير ذلك لبعض المتسبّبين فحرق جميعه، وأنكر الإنكار فعل ذلك لأن الخلاوي معدّة لسكن الفقراء فمنعوا منها.
ويقال إن المتكلمين على الرباط ملؤوا من صهريج الرباط ماء من العين وباعوه في هذه الأيام لغلو الماء، كل راوية بمحلق كبير، ومنع السبيل منه وكثير منه أطفئ به الحريق. فلا حول ولا قوة إلّا باللَّه. وحصل لنا إصابة فيه بحرق بعض كتُبِنا المعارة على بعض الساكنين فيه، فاللَّه تعالى يعوّض فيها خيريْ الدنيا والآخرة.
واتفق في ليلة تاريخه أنّ الشريف أبا نمي صاحب مكّة بلغه أن أعمامه الشرفاء حميضة ورميثة وسيسد وبعض أتباعهم أخذوا له خيلًا من وادي الدكناء وتوجّهوا إلى جهة الخيف وأظهروا العصيان عليه، لأنه بلغهم أنه قبض على بقية إخوانهم المقيمين عنده بمكة وهم الشريف أبو الغيث وشولق وولد حميضة بن زهير. فأمر الشريف بدق النقارة ولبس الخيل وركوب العسكر لمحاربتهم في صبح تاريخه. فسمع بذلك الشريف عرار بن عجل النموي وتوجّه إليه ودخل عليه في إبطال ذلك حتى يتوجّه إليهم وينظر في أمرهم ويعود إليه في عصر تاريخه، فتوجّه إليهم. فصبر الشريف عن فعله إلى صبح تاريخه وطلب الأروام المقيمين بمكة فتوجّهوا إليه وهم مستعدون بالنفط وغيره، فعرض على أكابرهم ما فعله جماعته فقالوا له: إذا طلبتَ محاربتهم توجّهنا معك، فشكرهم على ذلك وقال لهم: توجّهوا إلى محلكم وإذا طلبتكم (١) تحضرون، فإن البلاد بلاد الخنكار وأنا في طاعته. فرضوا عنه وتوجّهوا إلى محلهم.