للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إن الشريف أبا نمي عيّن أخاه الشريف ثقبة مع سبعين خيالًا وغيرهم من المشاة للتوجّه إلى الأشراف بوادي الخيف ومحاربتهم وحرق بعض حملهم إلى درب الشبيكة أسفل مكّة. ثم إنّ صهره الشريف بساط بن عنقا وغيره من الأشراف دخلوا عليه بترك ذلك حتى يأتيه خبر الشريف عرار بن عجل من عندهم. فأمر برد الحمول البارزة وترك خروج العسكر، لكنه أمر أخاه الشريف ثقبة والشريف زهير ابن عمه حميضة بالتوجّه إليهم مُخفّين حتى ينظروا أمرهم، فبرزوا قرب مغرب ليلة الأربعاء فواجهوا الشريف عرار في الليل وهو عائد من عندهم بالصلح وطلبوا من الشريف إعطاءهم نفقتهم المنكسرة عنده من مدة أشهر وأن يعفو عن جماعة منهم ابن القائد مفتاح الطيبي وبقية الصحبة التي أخرج رسمهم عنهم ويعطى لهم ألفي (١) دينار تدرك (٢) بها الشريف عرار من عنده إن لم يعطها الشريف. فعرض ذلك على الشريف أبي نمي فرضي بالصلح من غير زيادة على ذلك، وعاد معه منهم جماعة رضي الشريف عنهم (٣) وسكنت الفتنة بذلك.

وفي يوم الخميس رابع عشريْ الشهر وصل لمكة دوادار نائب جدة الجديد مصطفى الرومي المعروف بقلقيس (٤)، معنى: مقطوع الأذن، وأخبر بوصوله لجدة في البحر ومعه مراسيم متعلقات جدة وغيرها، وأنه حسن السيرة.

وفي صبح يوم الجمعة ثاني تاريخه (٥) شمّرت ثياب الكعبة ويقال إحرامها على عادتها.

وفي ضحى يوم السبت سادس عشر الشهر وصل لمكة مقدما عن الحاج


(١) بالأصل: ألفين.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) بالأصل: عنه.
(٤) وردت الكلمة بالأصل غير معجمة.
(٥) وردت الكلمة مكررة بالأصل.