للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المصري من ينبع قاصد صاحب مكّة الشيخ مسلم البدوي وصحبته جماعة منهم الخواجا أبو البقاء السكري شاه بندر جدة كان وتأخروا (١) من باب الشبيكة إلى منزل الشريف وسلّموا عليه وأعطاه السكري ورقة من قاضي الحنفية بديع الزمان محمد ابن الضياء الحنفي ومرسوما خندكاريا (٢) من صاحب مصر فيه الإعلام بولايته لقضاء الحنفية من الأبواب الخندكارية وأضيف إليه قضاء جدة ونظر المسجد الحرام وإمامة الموقف الشريف وغير ذلك من الوظائف التي تعدّى بولايتها على أصحابها. فأخذ الشريف المرسوم ولم يُبْد جوابا، ثم إنّ صاحب الوظائف القاضي الشافعي بلغه ذلك فتوجّه إلى الشريف وعرض عليه تعديه على وظائفه، فطيّب خاطره ووعده بالنصرة له. فخاط الناس في ذلك وماطوا، ومقتوا المتولي، فسبحان قاسم العقول.

وأشيع بمكة عود الخطابة لصاحبها الخطيب وجيه الدين عبد الرحمن النويري وفرح الأخيار له بذلك وهنّؤوه بها.

وفي ليلة الأحد ثاني تاريخه وصل لمكة نائب جدة الجديد وسكن في المدرسة العينية في الرواق اليماني من المسجد الحرام وقصده الأعيان للسلام عليه، ولم يجتمع الشريف به وأضافه الخواجا أبو البقاء السكري بأطعمة.

وفي ثاني تاريخه أضافه القاضي الشافعي المحبي بن ظهيرة فخلع عليه خلعة وهنّأه الناس بها وتوجّه لمنزل صاحب مكّة وسلم عليه فأكرمه وأعطاه فرسا ليركب عليها أرسلها إلى منزله مع الشريف عرار بن عجل فخلع عليه خلعة.

وفي ليلة الثلاثاء تاسع عشريْ الشهر تتابع الحاج المصري في دخول مكّة.

ووصل في ظهر تاريخه الشيخ العلامة مفتي المسلمين تاج العارفين أبو الحسن محمد ابن الشيخ جلال الدين أبي البقاء محمد بن عبد الرحمن بن أحمد القرشي


(١) بالأصل: وتوخروا.
(٢) بالأصل: ومرسوم خندكاري.