الهلال كانت قبله بالأربعاء. وتوقف بعض الناس في ثبوته ليلة تاريخه، ويحصل بذلك ضرر حالٌ في الوقفة الشريفة. فلا حول ولا قوة إلّا باللَّه العظيم.
وفي صبح يوم الجمعة شرع الأروام في تقسمة المبرة الرومية الواصلة من الحضرة الشريفة السليمانية الخندكارية العثمانية، خلّد الله ملكها، وأدام دولتها، وذلك في زيادة باب إبراهيم في الجهة الغربية أمام رباط الخوزي بالقرب من القصر مسكن الأمناء في عام تاريخه. وجلسوا لها جميع النهار حتى أكملوا الصرّ.
وفي ثاني تاريخه شرعوا في البيوت واستمروا خمسة أيام حتى قسموا الأربطة في اليومين الأخيرين وداروا بأنفسهم عليها وأعطوا المبلغ مشائخها. وحصل في مجلسهم أول يوم تخاصم بين قاضي الشافعية المحبي بن ظهيرة وقاضي الحنفية بديع الزمان ابن الضياء بسبب قبض ثانيهما معلوم نظر المسجد الحرام والمنّ الزيت المرتب فيه وقدره ثلاثون دينارا، وترافعا إلى صاحب مكّة فلام الحنفي لسعيه على وظيفة الأول في النظر وقضاء جدة والموقف بعرفة، فقال له إنه تعدى عليه ومنعه من وصية الخواجا الحياني (١) واستولى على تركته وأنكر عليه ذلك. ويقال إن الشريف وفق بينهما في رد الوظائف، ولم يتحرر صحة ذلك ومنع الحنفي من مباشرة النظر على المسجد الحرام والموقف كما سيأتي.
وفي صبح يوم الجمعة ثاني الشهر توجّه الخطيب وجيه الدين عبد الرحمن النويري إلى صاحب مكّة السيد أبي نمي وأراه مرسومه بعود جميع الخطابة إليه وعزل المحيوي العراقي عن ثلثها، فكتب له الشريف استمراره فيها وسأله الخطيب في أخذ الأعلام من المفصول فأمره بأخذها منه، وبلغه ذلك فأراد الاجتماع بالشريف فلم يأذن له.
وتوجّه الخطيب عبد الرحمن إلى نائب جدة مصطفى الرومي وذكر له امتناعه