للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من إعطاء الأعلام فأرسل لخصمه وطلب منه الأعلام فتوقف في إعطائها وأراه مرسومه، فقال له: تاريخ مرسومك مقدم وتاريخ مرسومه مؤخر على مرسومك وأمره بإعطاء الأعلام للمتولي فوعد وقام من المجلس فأرسل له أربعة أنفار (١) لأخذها منه فكان الجزاء من جنس العمل. فإنه أخذها من الخطيب القديم بالدهلكي صبي الحاكم بعد إعطاء مبلغ له نحو عشرة أشرفية كما تقدم ذكره.

وباشر الخطيب عبد الرحمن الخطابة يوم تاريخه فكان مشهدا عظيما بحيث إنّ العامة تهالكوا على التبرك به وبأعلامه من المسجد إلى منزله، ووقع بفعل ذلك اعتبار لمن اعتبر، فإن العراقي تعدى على الخطيب عبد الرحمن في أخذ خطبته يوم العيد وهي في. . . . (٢) وانتزاعه عنه في يوم عرفة فحرمه (٣) الله تعالى خطبة هذا اليوم وهو خاص به من غير نزاع، ومُكّنَ خصمه من جميع الخطب. فسبحان الفعال لما يشاء ويريد. وفرح كثير من الأخيار لعود الخطابة لصاحبها القديم وهنؤوه بذلك، فالله تعالى يكفيه شر خصمه ويجعلها خالدة تالدة في نسله كما كانت مع سلفه.

وفي صبح يوم الأحد رابع الشهر أوكب الشريف أبو نمي صاحب مكّة من منزله ومعه عسكره ركبانا ورجالا بالسيوف والرماح حتى دخل إلى المسجد الحرام ووقف غالب العسكر محتاطين بحاشية المطاف بأسلحتهم ودخل هو إلى الحطيم وجلس فيه ومعه القضاة الثلاثة ما عدا الحنفي ثم جاء هم أمير الحاج المصري تنم مشد الشون وصحبته قليل من جماعته ومعه الخلع والمراسيم. فقرئ في المجلس خمسة مراسيم اثنان للشريف بالثناء عليه والتوصية بالحاج وثالث لأمير الحاج ورابع للقاضي الشافعي المحبي بن ظهيرة باستمراره وخامس للشريف عرار والوصية بكل


(١) بالأصل: انفا.
(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٣) بالأصل: فأحرمه.