للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهم.

ثم بعد الفراغ لبس الشريف والقاضي خلعا وتوجّه الشريف إلى منزله والخلق أمامه والقاضي الشافعي إلى جهة الزيادة والفقهاء أمامه وخلع الخلعة وتوجّه لبيت الشريف لتهنئته، وأبْطلت العادة في قراءة المراسيم أول الشهر في منزل أمير الحاج. ويقال ذلك لتخيّل الشريف منه لكلام بلغه عن نائب جدة مصطفى الرومي، والله أعلم بحقيقة الحال.

وفي صبح يوم الثلاثاء سادس الشهر وصلت لمكة قافلة المدينة الشريفة وفيها جماعة من أهلها منهم قضاتها الثلاثة ما عدا الحنفي فكان بمكة من قبل تاريخه وجاءه خبر عزله بخصمه خضر الرومي ووصل صحبة الحاج الصامهري (١) الرومية في آخر يوم تاريخه ومُنع الباقون إلى منى فقبضوا فيها غالب تعلقهم.

وفي يوم الأربعاء ثاني تاريخه دخلت لمكة قافلة الشيخ عبد الله بن مرزوق من حج اليمن في البر وهم كثيرون. وتتابع حاج الشرق وفيهم سلطانهم الجديد وهو الشيخ راشد بن مغامس بن صقر بن محمد بن فضل. . . . . (٢) سلطان البصرة والحسا والقطيف ورفقته نحو خمسة آلاف نفس على رواحل وبركوا في الأبطح على عادتهم. وكانت ولاية سلطانهم للشرق في سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة (٩٣١ هـ / ١٥٢٥ م) وكان بالبصرة فاستعان به الباقي من بني جبر لضعف حالهم وقوي عليهم وأخذ منهم الحسا والقطيف وأعمالهما، وذلك لما استولى الفرنج المخذولون (٣) على بلدهم وقتلوا سلطانهم الشيخ مقرن بن زامل بن أجود بن زامل بن حسين بن ناصر الجبري في سنة سبع وعشرين وتسعمائة (٩٢٧ هـ / ١٥٢١ م). ثم وليها بعده عمه علي بن أجود نحو شهرين فأخذها منه ابن أخيه ناصر بن محمد بن


(١) كذا وردت الكلمة بالأصل.
(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٣) بالأصل: المخذولين.